
محمد صلاح
فتنة «إمام رمضان»
هدم ثوابت الأمة الدينية والوطنية، وتغييب الوعى العام، مؤامرة لم تعد مقصورة على الإرهابيين المتاجرين بالدين، والفضائيات المأجورة التى تدار من مخابرات دول أجنبية، والحسابات الوهمية للميليشيات الإخوانية على مواقع «السوشيال ميديا»، ومطربو العشوائيات الذين أفسدوا الذوق العام، بل امتدت إلى معلمين وأساتذة جامعات، وأئمة مساجد وأطباء ونخب سياسية وثقافية، يدعون الأخلاق والفضيلة، ويرتدون ثياب الواعظين، بل هم شياطين، احترفوا التدليس وقلب الحقائق، وبث الفتن والشائعات، وترويج الإباحية والبلطجة والمخدرات.
الجريمة التى ارتكبها أستاذ العقيدة والأخلاق الإسلامية بجامعة الأزهر، تمثل كارثة أخلاقية بكل المقاييس، وانتهاك واضح وصريح لهيبة وقدسية الحرم الجامعى، ولا تقل عن جريمة المشاجرات بالأسلحة البيضاء، وتعاطى وتجارة المخدرات، والانحراف الأخلاقى، والأحضان الدافئة، وحفلات الخطوبة، والزواج العرفى، ورفع علم المثليين بأحد الحفلات الجامعية، دون رادع يمنع تكرار مثل تلك الجرائم الأخلاقية بدعوى أنها وقائع فردية، وحرصا على مستقبل الطلاب.
إمام رمضان، قطعا، لا يحمل من اسمه نصيب، فقد ارتدى أقنعة متعددة ليوارى بها جرائمه الأخلاقية، فتخفى وراء عمامة وجلباب الأزهر، مرتديا ثوب الفضيلة ليتاجر بالفضيلة والأخلاق والتدين الكاذب، ولكونها أساليب ظاهرية فسرعان ما انكشف ما فى مكنون ذاته، فارتكب وقائع متكررة تتنافى قطعا مع القيم التى يجب أن يتحلى بها كل إنسان، وليس أستاذا بالأزهر الشريف، تلك المؤسسة العريقة التى ظلت ألف عام حارسا أمينا لوسطية الدين الإسلامى، بعيدا عن الغلو والتطرف، وخادما للرسالة المحمدية.
أستاذ العقيدة الإسلامية، سيطرت على وجدانه اضطرابات نفسية ووساوس شيطانية، دفعته لدس السم فى العسل، وفرض الدنيئة على طلاب بسطاء قادمين من القرى والنجوع، ليرسخ فى وجدانهم المبدأ الميكافيلى «الغاية تبرر الوسيلة» وأن عليهم الرضوخ للضغوط للنجاة من المواقف التى تمثل خطرا كبيرا على حياتهم أو مستقبلهم، فأجبر عددا من طلابه على «التعرى» أمام زملائهم فى قاعة المحاضرات، وعندما استنكر أحدهم تلك الجريمة الأخلاقية، اعتزازا بنفسه وكرامته، لجأ إلى فرض سياسية العصا والجزرة، وأقسم: « اللى مش هيقلع هسقطه، واللى هيقلع هينجح بامتياز»، فأثار ذلك غريزة طالب لديه أمل فى النجاح بعدما رسب عدة سنوات فى مادة العقيدة، وعلى طريقة مشاهد «الاستربتيز» بالملاهى الليلية، خلع الطالب ملابسه قطعة قطعة، بدأ بالبنطلون، ثم وصل إلى « البوكسر» وسط هتافات وتشجيع من باقى زملائه بقاعة المحاضرات.
أستاذ «خلع البنطلون»، الذى رفع شعار «شلح علشان تنجح»، أيقظ فتنة نائمة منذ أكثر من 1400 سنة، حيث حاول البعض الاصطياد فى الماء العكر لإثارة الفتنة من جديد، حيث نشر الدكتور خالد منتصر فيديو مجتزئا للشيخ متولى الشعراوى، يبرر فيه موقف أستاذ العقيدة، ولجوء الطلاب إلى خلع ملابسهم، بأن ذلك موجود فى كتب السيرة الإسلامية، وسبق أن الداهية عمرو بن العاص لجأ إلى حيلة كشف عورته أمام خليفة المسلمين على بن أبى طالب، لينجو بنفسه من الموت.
الفيديو الذى نشره الدكتور خالد منتصر أثار فتنة على مواقع «السوشيال ميديا» المسلمين والمسيحيين، حيث تبارى كل طرف فى سب الصحابة والسيد المسيح.
الواقعة المثيرة تتطلب ألا تتراجع جامعة الأزهر عن العقوبة الرادعة التى حددها القانون فى مثل تلك الحالات، حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه تكرارها.