الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سعد زغلول يطلب ترجمة المقالات الأجنبية!

سعد زغلول يطلب ترجمة المقالات الأجنبية!






كانت الصحافة وما تنشره فى أولوية اهتمامات «سعد زغلول» سواء كانت صحافة مؤيدة له أو معارضة وعندما سافر «سعد» ورفاقه إلى باريس فى أبريل سنة 1919 لحضور «مؤتمر السلام» حرص هو وزملاؤه على الاتصال بالصحف وكبار كتابها ومنهم «أناتول فرانس لكسب عطفهم وتأييدهم لقضية مصر وهى الاستقلال.
وفى كل التقارير التى كان يرسلها «سعد» من هناك إلى اللجنة المركزية للوفد بالقاهرة كان حريصًا على شرح أكاذيب الصحافة الأجنبية عن مصر والوفد، ومن هنا أهمية وخطورة كتاب الدكتور محمد أنيس «وعنوانه» دراسات فى وثائق ثورة 1919: المراسلات السرية بين سعد زغلول وعبدالرحمن فهمى«، ومن هذه الكتابات العديدة يكتب «سعد»:
«بلغنا أن» «أمين بك الرافعى» مشتغل بتأليف كتاب عن الحركة المصرية فيحسن به أن يحتاط فى كتاباته حتى لا تمنع المراقبة ـ الرقابة ـ من نشره.
ويكتب أيضًا: الجرائد الفرنساوية تنشر من وقت لآخر مقالات مهمة عن مصر ومن بينها المجلة التى تسمى «أوروبا نوفيل» وجريدة «الجريدة» نشرت حديثًا لنا ومرسل لكم نسخة من كل منهما».
وبتاريخ 14 سبتمبر 1919 يكتب «سعد»: الجرائد التى ترد إلينا من أمريكا تدل على أن أصدقاءنا هناك يشتغلون لمصلحة القضية المصرية بغاية الجد والاجتهاد، وأنهم نظموا رسائل ونُبذ عن مصر كلفوا شركات النشر بإذاعتها فى طول البلاد وعرضها واستخدموا بواسطة هذه الشركات نحو ستمائة جريدة لها من القراء 35 مليونا من النفوس».
وبتاريخ 8 ديسمبر يكتب: «الجرائد الإنجليزية أخذت من بضعة أسابيع تنشر الفصول الطوال على حسب أغراضها فيما يختص بالحوادث الجارية فى مصر خصوصًا ضد المتظاهرين العزل من السلاح. «ويضيف «سعد»: انقطعت عنا أخبار مصر مما يزيد على العشرة أيام، وجرائد المدة ما بين 17 و 24 نوفمبر لم ترد ولم ندر السبب فى ذلك».
وبتاريخ 29 ديسمبر يكتب «سعد»: تنشر بعض الجرائد هنا خصوصًا جريدة «الديبا» مقالات مهمة فى صالح مصر ولا بد أن يكون وصلكم الكثير منها، لا يرد من الجرائد المصرية إلا الموالية ولكننا نريد الإطلاع على الجرائد المخالفة أيضًا، كالمنبر والوطن ليكون إلمامنا تامًا بحركات الخواطر عندكم».
ومع بداية سنة جديدة يكتب «سعد» بتاريخ 23 يناير سنة 1920 قائلاً: إن الجرائد الإنجليزية تكتب الآن كثيرًا فى المسألة المصرية ولذلك توجهت إليها أنظارنا لنفى المزاعم التى تنشرها جرائد الاستعمار».
ويلفت الانتباه ما كتبه «سعد زغلول» إلى اللجنة المركزية بتاريخ أول مارس قائلا : “يلاحظ أن بعض أعضاء اللجنة المركزية يكتبون بصفتهم المذكورة فى الجرائد كتابات تخالف أفكار الوفد ولا تتفق مع الوحدة التى يجب المحافظة عليها، فهل يمكننا أن نرجو من حضراتهم أن يعدلوا عن هذه الخطة ويتمسكوا بخطة الاتحاد حتى لا يقع تناقض فى الآراء، ولا يظهر انقسام بين العاملين».
وبعد أسبوع يكتب قائلا: «سرنا أن أصدر حضرة «أمين بك الرافعى» جريدة الأخبار التى نرجو لها التوفيق والنجاح بهمة البك المومئ إليه ـ أمين الرافعى ـ وحسن درايته إلى أمل قوى فى أن تؤثر هذه الجريدة فى الجمهور أثرًا محمودًا وأن يقضى بها على الأضاليل التى يبثها المتهوسون فى العقول والأوهام التى يوسوسون بها فى الصدور، وأن تكون خيرًا وللغاية الشريفة التى تسعى إليها».
وفى تقرير آخر بتاريخ 18 أبريل يقول: «لقد سرنا ما قرأناه فى الجرائد الأخيرة إلا جريدة الأخبار من المقالات الشارحة لمقاصد الوفد وحرصًا على المحافظة على مبدئه والتزام حدود توكيله الذى أعطته الأمة له والتى تدعو إلى استمرار الثقة به وترك الحرية التامة له فى اختيار الوسائل للوصول إلى غايته.
ولا شك أن نشر مثل هذه المقالات إنما هو نتيجة جهادكم وحسن عنايتكم بالقضية المصرية وسهركم على خدمتها».
وللحكاية بقية!