الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«حضن عم سيد»

«حضن عم سيد»






«أبوها، مات وصاحب أبوها، اللى كان هيسلمها ليا اعتذر، ومفيش حد يسلمها لعريسها النهارده، وهى عروسة».. مشهد بسيط صاغه بحرفية شديدة الموهوب «هانى كمال»  فى الحلقة الأخيرة من المسلسل الدرامى الاجتماعى «أبو العروسة».
مشهد مؤثر جدا  بين بطل العمل، الفنان الرائع «سيد رجب»، وصديقه «ملاك» الذى جسد دوره الفنان «خالد كمال».
المشهد التالى يجسد مشاعر الأبوة الحقيقية، والسند والصداقة، فبدلًا من والدها المتوفى يدخل  الفنان سيد رجب وفى يده، العروس «مارى» والتى جسدتها «نانسى صلاح»، ليسلمها إلى  صديقه «ملاك»، خلال حفل زفافه.
بعد  شهرتقريبا  على انتهاء العمل، عاد  الرائع «سيد رجب» يجسد المشهد من جديد، على أرض الواقع، الفنان الجميل لبى رجاء إحدى معجباته ومتابعاته فى المسلسل، تُدعى «بسمة»، والتى طالبت رواد مواقع «التواصل الاجتماعي»، بنشر رغبتها فى حضوره حفل زفافها وتسليمها لعريسها، نظرًا لوفاة والدها.
عم سيد، لم يتأخر ذهب  بالفعل لقاعة الزفاف، ليسلم على العروس، وعريسها، ورقص معها على أغنية «أبو العروسة»، البنت لم تتمالك نفسها ودخلت فى نوبة بكاء من الفرحة.
إحدى صديقات العروس، نشرت لقطات مصورة من الحفل، مُعلقة: «سيد رجب جه الفرح، وفرَّح بسمة، بجد كانت لحظة حلوة جدا هو محترم جدا بجد ربنا يباركله».
وتابعت: «مش قادرة أقول لكم،الفرح اتقلب إزاى محدش بقى قادر يتصور من العياط، وإحساسه اللى واضح عليه، وهو بيسلم على العريس ويقوله خلى بالك منها».
حتى الآن الكلام جميل ورائع، جبر خاطر البنت، موقف يحسب لعم سيد رجب الفنان الكبير الذى يقترب بقوة من أداء العبقرى نجيب الريحانى، ويقدم لنا فنا راقيا، يضعه فى مكانة كبيرة مع فنانين عظام.
لكن – وآه من لكن هذه- الموقف الإنسانى والمؤثر انقلب بقدرة قادر إلى خلافات وخناقات على السوشيال ميديا، كيف يحتضن رجل غريب،بنتا صغيرة، كيف تقبل على نفسها وكيف يقبل أهلها وعريسها؟!.
بالطبع لن أتحدث فى الدين، فلست فقيها فيه، لكن أن يتحول حضن عفوى وأبوى فى فرح بنت يتيمة جبر «عم سيد» بخاطرها، إلى كل هذا الجدل فأعتقد أن هذا يستحق منا وقفة مع النفس، ونبحث كيف وصلنا لهذه الحال، ماذا حدث لنا؟.
شاهدت الفيديو، عم سيد والمؤلف هانى كمال ذهبا إلى حفل الزفاف، لم ينتبه كثيرون إلى المؤلف الشاب الذى صاغ الحكاية كلها وأعاد للدراما الاجتماعية بريقها، البنت اليتيمة تصرفت بعفوية شديدة، المدعوون التفوا حول الفنان سيد رجب، بأبوة حقيقية، ومثل أى أب فى هذا الموقف طلب من العريس أنه يحطها فى عنيه .
غلطان يا عم سيد كان لابد أن تنتبه لعقولنا الفاسدة، لفراغ رؤسنا ووقتنا الطويل على السوشيال الميديا بحثا عن أى فضائح، ادفع البنت بعيدا عنك، عاملها بجفاء، قول لها عيب يا بنتى أنا فى عمر والدك، «ما يصحش تحضنينى أدام الناس كده»
تخيلوا لو عم سيد فعل ذلك، دفع البنت بعيدا عنه، رفض السلام عليها وعلى أهلها، هل كنا سنهدأ، والله أبدا، كانت الحكايات كلها ستدور حول الكبر والتكبر وعقوبتهما فى الإسلام .
كانت نار السوشيال ميديا التى لا تهدأ وتبحث عن المزيد دائما ستطاردنا جميعا بحكايات عن الأخلاق والذوق، وازاى الفنانين  الأجانب بيتعاملوا مع معجبيهم  وكيف ذهب «جورج كلونى» ليجبر بخاطر، عجوز فى دار مسنين كان حلمها يحضر عيد ميلادها الـ 87، وحقق حلمها وقدم له الورد!
عم سيد، ربنا يعطيه الصحة وطول العمر – 68 عاما – لم ير فيه البعض سوى ذكر يحتضن أنثى، لم ير من اختصروا الحكاية فى ذكر وأنثى فارق السن الكبير، ولم يروا فيما فعله جبر خاطر البنت اليتيمة، فقط نظرة جسدية شهوانية  بحتة، نظرة تختصر كل شىء فى الشهوة، ترى فى صغيرة بالسادسة من عمرها أنثى  مكتملة صالحة للاستخدام، بشرط أن تكون «مربربة» وتتحمل الوطء !
نظرة لا ترى فى الرجل سوى ذئب يسعى خلف الفريسة ليل نهار، ذئب بشرى
 لا يردعه دين ولا أخلاق، يشتهى من فى عمر أصغر بناته، يلبى دعوتها على أمل الفوز بها !