
محمد صلاح
ملحمة فى حب مصر
على أرض مصر، كتب التاريخ حكاية شعب، قدم أعظم ملحمة فى حب الوطن.. «شعب»، احترف إبهار العالم، فنال احترام شعوب المعمورة، حيث احتشد الملايين فى طوابير طويلة على مدار ثلاثة أيام أمام لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية، فى أجواء احتفالية، علت فيها أصوات الأغانى الوطنية، ورفرفت الأعلام المصرية وصور الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء لتراب الوطن.
الإقبال الكثيف وغير المسبوق من كافة فئات المجتمع، كان خارج التوقعات، فالاستفتاءات دائما ليست من القضايا الجماهيرية التى تحظى باهتمام المواطنين، حيث لا يوجد متنافسون يستخدمون وسائل غير مألوفة لحشد المواطنين، إلا أن المواطن البسيط الذى ينشد الأمن والاستقرار، سيظل أفضل من نخبته السياسية، التى اعتادت على « الضجيج بلا طحن»، وفرض « اللاءات» المشروطة، دون اكتراث بمصلحة الوطن، وبالتقلبات السياسية التى يشهدها محيطنا الإقليمي، فى السودان وليبيا والجزائر وسوريا واليمن، ومخططات إعادة تشكيل المنطقة من جديد، وهو ما يتطلب أن تكون مصر دولة قوية ومستقرة، وألا تنزلق مرة أخري فى الفوضى وعدم الاستقرار.
بفضل الوعى العام للمواطنين، انتصرت إرادة المصريين، ودهست تحت أقدامها محاولات النيل من أمن واستقرار الوطن، وكتبت فصول النهاية لمؤامرات جماعة الإخوان الإرهابية، وأعداء مصر فى الداخل والخارج، الذين أنفقوا المليارات للتحريض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها وتشويه صورتها أمام دول العالم، والاستقواء بالخارج، ولجأت إلى الكذب والفبركة لبث حالة اليأس والإحباط والروح الانهزامية فى نفوس المصريين، عبر فضائيات مأجورة « معلومة للقاصى والدانى» تديرها مخابرات أجنبية، ومؤتمرات مشبوهة دعا لها ونظمها خونة وشواذ فكريا، وصفحات وهمية على منصات « السوشيال ميديا»، تقودها ميليشيات إخوانية، سعت إلى تهديد السلام الاجتماعى وخلق حالة من الاحتقان بين المواطنين.
الفشل الكبير لجماعة الإخوان الإرهابية فى تحقيق أهدافها لتعطيل الاستفتاء على التعديلات الدستورية، دفع خونة الداخل والخارج، والمتعاطفين معهم، إلى شن حملات تشويه غير مسبوقة على المرأة المصرية، وتصويرها على أنها راقصة، غير مدركين أن التراب الذى يلتصق بحذاء» عظيمات مصر» أشرف وأطهر من الخونة والمرتزقة أعداء الوطن، فتلك الجماعة دائما ما تخلط الحق بالباطل، وتحلل ما تشاء بما يحقق مصالحها وأهدافها السياسية، فهى نفسها الجماعة التى صدرت نساءها التى أطلقت عليهن مصطلح « الحرائر» للرقص والطبل والزمر فى التعديلات الدستورية التى أجريت فى مارس 2011، والتى عرفت آنذاك بـ» غزوة الصناديق»، ثم الانتخابات البرلمانية والرئاسية التى سيطرت فيها الجماعات الإرهابية على السلطة التشريعية والتنفيذية.
المرأة المصرية على مدار 100 عام، قدمت دروسا فى الوطنية، منذ ثورة 1919، لا ينكرها إلا جاحد، وكان لها دور بارز فى كافة الاستحقاقات السياسية، وتعليم الأبناء والأحفاد معانى الوطنية، ففى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، تقدمت المرأة المشهد الانتخابى لإيمانها الشديد بالوطن واستقراره، وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، فكان من الطبيعى أن يتم تتويج نضالها بأن تحظى بالتمييز الإيجابى ، وأن تحصل على 25% من مقاعد البرلمان.
كان الشباب أيضا كلمة السر فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية من خلال الإقبال الشديد على اللجان، وتسهيل مهمة المواطنين، وتنظيم سلاسل بشرية لتعريف الناخبين بلجانهم، إدراكا من الشباب بأهمية التعديلات، لتحقيق الاستقرار السياسى والعبور بمصر إلى مستقبل أفضل.