الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تحت الاحتلال الإلكترونى!

تحت الاحتلال الإلكترونى!






فرض الفضاء الإلكترونى عدة تحديات شخصية على المواطن المصرى والدولة على حد سواء.
أما عن التحدى الشخصى فصارت المحاكم تعج به جراء التشاحن والجريمة التى تسبب فيها ذلك الفضاء السرمدى القاتل!
وأما الدولة فالتحدى صار وحشًا وجب مجابهته لما له من تداعيات صارت تهد بلادًا وتفشل بلادًا!

الخطورة هنا أن يترك مستقبل الدولة لحالة افتراضية بعد عملية احتلال إلكترونى «قسري» للذهنية العامة.
ذهنية عامة تتلقفها أجيال ناشئة تعيش فى دولتها الإلكترونية الموازية!
نكتشف بعدها حالة تضخم للذات غير مرتكزة على أى خبرات أو ممارسة عملية ثم نجد ملامح هذا الجيل فى التالى:
١- الشعور بعدم الحاجة للمحيط الأسرى.
٢- الاعتقاد بعدم جدوى دور الدولة الواقعية فى حياته.
٣- انسحاق هويته الوطنية فى مواجهة هويته الإلكترونية.
والأكثر خطورة هنا لأنه لن يظل حبيسًا داخل عالمه الالكترونى.  بل سيضطر حتمًا إلى ممارسة حياته العملية على أرض «الدولة الواقعية» فيتحول مفهوم الدولة داخله إلى معنى «حصار» وليس «عطاء وإحتواء»؟

أمام هذه «الخطوره» لم يعد هناك أمام «الدولة» سوى أن تتواجد بوضوح فى مساحات «الحركة الإلكترونية» المتاحة لجيل بأكمله إلا أن تتدفق الدولة حول هذه «المساحات» قبل أن يتدفق العالم الافتراضى حول أذهان هذا الجيل!.

بداية التدفق هو ترسيخ اليقين بأن مساحات الحركة الإلكترونية أتيحت بفعل الدولة التى أتاحت وطورت ووسعت قطاع ومؤسسات الاتصال ووسائله.

وجود الدولة الحقيقية بوضوح فى إدارة الفضاء الإلكترونى سيفرض نفسه على ذهنية ووجدان المتعاملين فى هذا الفضاء باعتباره جزءًا مكتسبًا من «تطور الدولة» وليس «كيانًا منفصلًا» عنها، بل هى إحدى مؤسساتها الخاضعة لقوانينها ولنظامها العام.

ما أود قوله إنه إذا كان الواقع الافتراضى يفرض نفسه على المزاج والذهنية العامة فان الدولة يجب أن تفرض نفسها فرضًا فوقيًا على هذا العالم الافتراضى بالقانون وبالظهير الإلكترونى وبمناهج التربية الإلكترونية فى مراحل التعليم الأساسى للتوعية بأساليب التعامل والتعاطى.
وترسيخ مفهوم أن هذا العالم الافتراضى هو جزء من آليات الدولة الحديثة وليس كيانًا موازيًا لها أو مساحة لاتخاذه دولة من دون الدولة.