الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ضعف الذاكرة وإدمان التليفزيون!

ضعف الذاكرة وإدمان التليفزيون!






بصراحة وبدون لف أو دوران - عزيزى القارئ أو القارئة - كم من الوقت تقضيه فى مشاهدة برامج ومسلسلات وأفلام وإعلانات التليفزيون؟.
مناسبة سؤالى لحضرتك هو تلك الدراسة العلمية والشيقة التى أجراها عدد من الباحثين والخبراء عن الفترة والمدة التى تقضيها - سيادتك - فى مشاهدة التليفزيون!
نتائج البحث والدراسة نشرها موقع محطة «بى. بى. سى» عربى بعنوان «مشاهدة التليفزيون لساعات طويلة تضعف ذاكرة من تجاوز الخمسين!».
الدراسة أجرتها جامعة كوليدج لندن على 3500 شخص ممن يزيد عمرهم على الخمسين عامًا، وخلصت الدراسة إلى أن الذين يشاهدون التليفزيون لمدة تزيد على ثلاث ساعات ونصف يوميًا يصابون بتدهور سريع فى القدرة على تذكر الكلام لأنها تمنع الناس من القيام بمزيد من الأنشطة الأكثر تنشيطًا للذاكرة مثل القراءة والتمارين الرياضية.
وأكدت «ديزى فانكورت» الباحثة بمعهد علم الأوبئة والرعاية الصحية فى جامعة كوليدج لندن، أنه على الرغم من أن مشاهدة التليفزيون لها فوائد تعليمية وفوائد للاسترخاء إلا أنه بصورة عامة تشير الدراسة إلى أن البالغين الذين تفوق أعمارهم الخمسين يجب أن يحاولوا الموازنة بين مشاهدة التليفزيون وغيرها من الأنشطة.
وقالت الدراسة, إن هناك عدة تفسيرات محتملة لتدهور الذاكرة منها نمط الحياة والسلوك من قبيل المدة التى يمضيها الفرد فى الجلوس والتريض، كما أن بعض أنواع البرامج التليفزيونية قد يكون لها تأثير أكبر من غيرها.
وحسب ما قاله «أندروستبتو» الأستاذ بجامعة كوليدج لندن فإن الأكبر سنًا يميلون لمشاهدة المسلسلات التى قد تصيبهم بالتوتر نظرًا لتعاطفهم وتفاعلهم مع الشخصيات، ويؤدى ذلك لإجهاد قدراتهم الإدراكية وهو ما يؤدى إلى ضعف الذاكرة!».
أعترف لكم أن دراسة الـ«بى. بى. سى» أزعجتنى لأكثر من سبب منها أننى تجاوزت سن الخمسين بكثير - 64 سنة - ومعنى هذا ببساطة أننى دخلت نادى ضعاف الذاكرة، بل أصبحت من مؤسسيه!!
كما أن طبيعة عملى فى باب إذاعة وتليفزيون الذى تشرف عليه زميلتى الأستاذة «مريم الشريف» تقتضى منى المشاهدة اليومية والمنتظمة لكل ما يبث فى التليفزيون حتى لو كان كلامًا تافهًا أو برامج مملة أو حتى برامج الطبخ التى أعشق مشاهدتها.
وما أكثر الساعات التى ضيعتها فى مشاهدة استديوهات التحليل الرياضى - وهى أكثر من الهم على القلب - وبعضها يصل مدة بثه على الهواء مباشرة ساعات وساعات تضيع فى مناقشة هدف لم يحتسب، وضربة جزاء ظالمة، وكارت أحمر للاعب غير مستحق وتحليل للفنيات والتكتيك والاستراتيجية، كل هذه الساعات من أجل مباراة انتهت بالتعادل السلبى»!!
وأعترف لكم أن ذاكرتى ضعفت بالفعل بل أصابتها أعطال كثيرة نتيجة ساعات طويلة جالسًا أو نائمًا على الكنبة أحملق فى شاشة التليفزيون.
لكن ما يدهشنى هو الأغنية التى تغنيها الفنانة شادية بلسان بنوتة شقية تقول فيها «ييجى أبويا يعوز فنجان قهوة أعمله شاى وأديه لأمى، وأتساءل هل تفعل ذلك لأنها تشاهد التليفزيون لساعات طويلة جدًا مما ترتب عليه هذا النسيان، ولم تعد تفرق بين القهوة والشاى وبين أبيها وأمها!!
ويا عزيزى ويا عزيزتى من مشاهدى التليفزيون ذنبك على جنبك!!