الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف اليومية: نقد الأعمال لا الأشخاص!

روزاليوسف اليومية: نقد الأعمال لا الأشخاص!






صباح يوم 11 يناير سنة 1936 ظهر أول مقال لرئيس تحرير جريدة «روزاليوسف اليومية» الجديد عبدالرحمن بلك فهمى خلفا للدكتور محمود عزمى الذى استقال من رئاسة التحرير قبلها بأسابيع.
فى هذا المقال وعنوانه «لخدمة الوطن: عهد سيتلوه بيان» أوضح فيه خطته ومنهجه الصحفى والسياسى كرئيس للتحرير.
وكتب «عبدالرحمن بك فهمى» فى مقاله الذى نشر فى الصفحة الأولى من الجريدة يقول: «بنى وطنى» حجبتنى ظروف قاهرة عن الجهر برأيى فى الشئون السياسية وإن كنت قد حرصت على أن أتصل اتصالا شبه دائم بأصحاب الرأى فى البلاد ممن كانوا لى زملاء فى ساحة الجهاد الوطنى فجر النهضة!
وقد حفزتنى خطورة الموقف بعد تصريح «صموئيل هور» إلى أن أكرس كل وقتى لخدمة بلادى على قاعدة التضامن الوطنى الذين أدين بضرورته حتى يتحقق للبلاد استقلالها وتطمئن على دستورها!
ويسرنى ما وفقنى الله إلى القيام به إذ دعوت إلى تأليف الجبهة الوطنية فكان السعى مكللا بالنجاح بفضل حكمة الزعماء ويقظة المخلصين من أبناء البلاد ومساهمة دعاة السلام والوئام».
بعد تلك السطور يبدأ عبدالرحمن بك فمى فى شرح دوره الجديد من خلال رئاسته للتحرير فيقول: وقد أتيح لى من اليوم أن أتولى اإاشراف على سياسة هذه الجريدة، فكل ما أريد أن أتقدم به إلى الجمهور من رأى لمصلحة البلاد ووحدتها المقدسة تكون هذه الجريدة منبر الحر، والمنبر الحر للكتاب الذين يسمون بالصالح الوطنى على كل اعتبار شخصى.
ولن أسمح لقلم يتعرض للشخصيات دون الأعمال بأن يسطر حرفا فى هذه الجريدة وكل مناقشة ستكون مناقشة أعمال قبل كل شيء!
ومما يزيد من اغتباطى أن هذه الجريدة الوطنية التى توليت أمرها سياسيا وإداريا جريدة مشهود لها من قرائها بأنها من الوجهة الفنية الصحفية مخدومة على أحسن وجه وسأبذل كل ما فى وسعى من مجهود لتواصل نمائها من جميع الوجوه، وفى التحرير وفى الأخبار الداخلية والخارجية وفى النواحى الثقافية، وفى الادارة المنتظمة بمعاونة رجالها ومن يقع عليهم اختياري.
وهذا عهد أقطعه على نفسي وسيتبعه غدا إن شاء الله بيان يتضمن تفصيل ما أوجزت اليوم.
وأسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه خدمة البلاد على الوجه الذى عرفته من سنة 1919 فى نعمة التضامن الوطنى والصفوف المتراصة التى لا يجرؤ أحد على الخروج عليها.
والله مع الذين يعملون ويخلصون.
انتهت كلمة «عبدالرحمن بك فهمى» والمؤكد أن زعماء الوفد وقتها مصطفى النحاس باشا ومكرم عبيد باشا وغيرهم قد قرأوها وراودتهم الشكوك حول ما سوف يكتبه «عبدالرحمن بك» على صفحات روزاليوسف اليومية من ذكريات وحكايات حول خلافه مع الوفد وسعد زغلول من خلال استكماله لمجموعة المقالات التى كان قد بدأ فى نشرها فى مجلة «كل شىء والدنيا» بعنوان «مذكرات عبدالرحمن فهمى بك عن وظائف الحكومة» والتى نشرت فى مارس وإبريل ومايو سنة 1935 ومنها معركته الشهيرة مع الخديو «عباس حلمى الثانى».
وتتوالى حكاية عبدالرحمن بك فهمى مع جريدة روزاليوسف اليومية!