
رشدي أباظة
حرب «الميكرفونات»!
قد لا يعلم الكثير من الناس أن مشايخ وعلماء المسلمين رفضوا استخدام «الميكروفون» فى المساجد عندما تم اختراعه وظلوا يحاربون وجوده باعتباره رجسا من عمل الشيطان!
ظلت المساجد بدون ميكروفونات ردحا من الزمان بحسبانها ليست من السنة وحرام شرعا ولا يجوز رفع الأذان والصلوات بها!
وقد لا يعلم الكثير أيضا أن مشاهير القراء فى بداية القرن الماضى رفضوا القراءة فى الإذاعة لوجود الميكروفون لدرجة أن الشيخ محمد رفعت طلب فتوى رسمية من الأزهر تجيز له التلاوة فى الإذاعة المصرية التى كان أول من قرأ فيها القرآن.
الميكروفون وسيلة. والآن تعددت الوسائل. صارت الصلوات تذاع فى الفضائيات والإذاعات والتليفونات المحمولة فى كل وقت وحين وصار الإبلاغ له متعدد الوسائل.
من هنا نقول إن الميكروفون لم يعد الوسيلة الوحيدة خاصة أنه صار مزعجا وأضراره أكثر من فوائده.
الميكروفون ليس من الشريعة أو الفقه.
مجرد أداة فقدت تأثيرها الإيجابى. صار مؤذيا.
الأصوات المنبعثة منه صار غالبيتها منفرا.
الانزعاج هنا يعود على الدين ولا يعود على الأصوات الكريهة والمزعجة فلماذا الإصرار على الإساءة الى الدين.
لن أتحدث عن حق كل من لا يريد الإزعاج من المرضى وكبار السن وغير المسلمين فى بلد مدني يحكمه القانون العام وليس الدين العام!
إذا نظرنا إلى رفض رجال الدين فى البداية للميكروفون وأخدنا بقولهم بأنه ليس من السنة ولا من فرائض الصلاة فكيف نأخذ بقولهم اليوم بأنه واجب ومن فروض الصلاة والإقامة؟