
رشدي أباظة
الفريضة الواجبة فى إذاعة القرآن الكريم !
كتبت بالأمس عن أم الإذاعات ودورها الكبير فى القرآن الكريم والتوعية بالإسلام المصرى إن جاز التعبير وهى إذاعة القرآن الكريم.
بيد أن الإذاعة تحتاج إلى أن تقدم تطويرا جديدا للمفاهيم الدينية المستحدثة.. ما يعنى ضرورة تجديد الخطاب والفهم الدينى.
تستطيع أن تقود ذلك المنهج بذات التأثير. فهى الأكثر استماعا بين الجمهور المصرى. تجدها فى كل بيت وكل محال وكل حارة وشارع. لم تتورط فى سوءة اللهم فى عهد نظام جماعة الإخوان التى أرادت توظيفها.. وقامت الجماعة بمحاولة خرق الإذاعة الأثيره وتوظيف عدد من قادتها الذين يعرفهم الناس حق المعرفة فخرجوا على الفضائيات حاملين صفات الإذاعة!
الإذاعة لديها القدرة على تقديم اجتهادات فقهية تناسب العصر بدلا من الاجتهادات الماضية التى صارت بالية.
لا يجب أن تكون الإذاعة مجرد ناقل بل مجدد ومطور عبر قادتها ومذيعيها الذين صاروا أكبر من فكرة مذيعين فقط.
هم بمثابة علماء يعملون فى أمور الإعلام الفقهى التجديدى الذى يبحث عن مصالح الشعب المصرى وشعوب العالم.
الإنسانية تقتضى فرض فرصة التفكير والوقوف أمام فقه الجمود الذى نال من الناس نيلا كبيرا.
مثلا أجد الإذاعة لا تعرض إلا فقه د.نبيل الغنايم فقط ومن قبل الراحل عطية صقر فى أمور الفتوى ونجدها تأتى بآخر محدود التحصيل العلمى يدعى عبدالمنعم فؤاد ليقدم كل منهم فهما مختلا ومنتهيا لا يليق بالجمهور حاليا.
المطلوب من الإذاعة تقديم خريطة برامجية جديدة بتقديم فقهاء جدد عبر آراء جديدة لواقع جديد.
تستطيع الإذاعة أن تقدم ذلك الآن فى ضوء توقف عمليات التجديد داخل المؤسسات الدينية والاكتفاء بما قدمه الفقهاء الأولون فصارت تلك المؤسسات معطوبة ومجرد ناقل لاجتهادات قديمة فى عصر جديد!
تلبية الحاجات البشرية المتجددة سلعة ثقافية تربى الناس دينيا هدف سامى عظيم كنا نتمنى أن نشهده فى ذلك الزمان من فقهاء اليوم وكنا نتمنى أن تعكس ذلك الرسالة الإعلامية التى تقدمها إذاعة القرآن الكريم كونها رائدها ودورها أكبر من مجرد إذاعة.
تستطيع الإذاعة الآن أن تفتح أبواب الاجتهاد الدينى والإعلامى معا تعاود من جديد ريادتها الثقافية فى ربوع العقول التى أعياها توقف التجديد!