
صبحي مجاهد
الإسراع فى التراويح
بالرغم قرب نهاية شهر رمضان لا تزال بعض المساجد يسرع فى صلاة التراويح فلا تكاد تنتهى صلاة العشاء إلا ويقيم الإمام التراويح دون مراعاة من وصل متأخرا فى صلاة الفرض، ولا يكتفى بهذا بل انه يسرع فى صلاة التراويح إما للانتهاء منها سريعا وإما لصلاة عدد ركعات أكثر من ثمانية.
وفى هذا يؤكد د. شوقى علام مفتى الجمهورية أن من المظاهر السيئة فى صلاة التراويح والتى يجب أن تتوقف، ما يفعله بعض الأئمة – خاصة فى مساجد القرى والأرياف – من الإسراع فى القراءة وفى الركوع والسجود والتشهد، فهو لا يكاد يركع حتى يرفع ولا يكاد يسجد حتى يقوم، ويقرأ الفاتحة فى نفس واحد، وهذه الصلاة ضائعة على الإمام وعلى المأمومين جميعاً.
وكما يقول علماؤنا فإنه خير للناس أن يصلوا ثمانى ركعات باطمئنان وخشوع من أن يصلوا عشرين ركعة لا يتمون ركوعها ولا سجودها ويكون همهم الأول والأخير فيها أن يفرغوا منها فى أسرع وقت ممكن لينطلقوا إلى أغراضهم ومآربهم الدنيوية 0 وهذه هى الصلاة التى قال فيها النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف: «تعرج إلى السماء وهى سوداء مظلمة تقول لصاحبها : ضيعك الله كما ضيعتنى»، وذلك فى مقابل الصلاة التى تتم فى اطمئنان وخشوع فإنها تعرج إلى السماء بيضاء ناصعة تقول لصاحبها : حفظك الله كما حفظتنى».
إن الاطمئنان فى الصلاة فى الركوع وفى الرفع منه وفى السجدتين وما بينهما فرض وركن وبدونه تبطل الصلاة وكأنها لم تكن، والاطمئنان فيما يقول العلماء هو : استقرار الأعضاء والسكون قليلاً بعد الرفع من الركوع وقبل السجود، وأيضاً بعد الرفع من السجود وقبل السجدة الثانية 00 ولا بد أن يطمئن المصلى فى ركوعه وسجوده زمناً يتسع لقوله : سبحان ربى العظيم فى الركوع أو سبحان ربى الأعلى فى السجود مرة واحدة على الأقل، وإن كانت السنة أن يسبح ثلاثاً على الأقل فإذا لم يتحقق ركن الطمأنينة بطلت الصلاة، ولو كانت فرضاً ووجبت إعادتها وإذا كان الإسراع فى الصلاة مرفوضاً فالتطويل فيها على الناس مرفوض أيضاً .
إن الأصل فى الصلاة أن يكون الإمام بمعرفة حاله وحال من ورائه، بحيث تكون صلاته خفيفة دون إسراع مع إتمام أركانها، فإذا صلى الإمام بمفرده أو بمن يوافقه على التطويل فله أن يطول بما شاء، فقد يكون من بين المأمومين من هو مريض أو ذو حاجة.