الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
.. ولماذا يضربن أصلاً؟!

.. ولماذا يضربن أصلاً؟!






يجافى رجال الدين عبقرية القرآن وخلوده العظيم.
يقرأونه لتنفير الناس على جماله وفصاحته ولياقته التى لاتبارى.
سر خلود القرآن وعظمته هو الفهم.
القرآن يقضى بأحكام هو نفسه ينسخها لأنها ذوات سياق وزمن بعينه. هنا سر العبقرية!
انظر مثلًا إلى قضية الرق والعبودية. قال بها لأن مقتضى الحال حال نزوله كان الواقع يقول بها. لكن عند إلغاء الواقع لها منذ ١٠٠ سنة ليس لديه مشكلة بل بالعكس هو يحض على إلغاء الرق ويحث على العتق.
وانظر مثلًا إلى تعليق الواقع لحدود السرقة وتعطيلها. يقر بالتعليق ويؤيده طالما الواقع أكده!
وكذلك «الجزية» وكثير من القضايا والأحكام القرآنية التى أسقطها الواقع سقوطًا إنسانيًا وقانونيًا!
عن قضية ضرب المرأة نتحدث بلا مواربة.
ونسأل ولماذا الضرب أساسًا؟ كيف يكون الضرب مكونًا فى العلاقة الزوجية طالما أن التسريح مباح.. والطلاق مجاز شرعًا؟
لا ينبغى هنا الحديث عن «مادية» فعل الضرب فنتطرق لتوصيفه بين «المبرح وغير المبرح»؟
 الضرب فى جميع الأحوال يمثل إهانة للإنسانية وينسف الحكمة من العلاقة الزوجية من أساسها!
فإذا كان الضرب غير مبرح وهو أمر نسبى يتوقف على قوة الضارب أو مدى تحمل المضروب، أو تأثيراته الظاهرية على محل الضرب فإن آثاره المهينة تعلق فى أعماق القلب والنفس فلا يعودان كما كانا أبدا!
عظمة القرآن تقول «إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان»
قاعدة قرآنية حاسمة تضع تشريعًا لضبط العلاقة الزوجية القائمة أساسًا على المودة والرحمة.. فإذا تعذر إحاطة هذه العلاقة بقواعد المحبة والرحمة فليكن إذن تسريح بإحسان!
فيما يتمسك الجهال من رجال الدين بواقعة الضرب فتارة يقولون ضرب بالمسواك وتارة يقولون بفرشاة الأسنان!
قد يقول البعض إن الزوجة المضروبة قد تسامحت فى حقها وهو احتمال وارد؟
لكن هنا نكون أمام حالة مرضية أو حالة اضطرارية لاتجوز أبدا أن تكون معيارًا لإدارة العلاقة الزوجية التى ستتحول إلى ارتباط عضوى أو مادى ينسف الحكمة الإلهية من الزواج القائم على التراحم وخفض جناح الرحمة من الزوجين كلاهما تجاه الآخر!
يقابل هذا الاستثناء المعوج الحديث عن تأثيرات مشاهد ضرب الزوجة التى هى الأم على الأبناء وعلى صحتهم النفسية وعلى مدى تحملهم لرؤية الأم المهانة أو تعاملهم مع الأب مصدر الإهانة لنكون أمام مأساة لمنظومة إهانة متكاملة لا تستقيم مع منظومة إنسانية؟
ألا لعنة الله على رجال الدين الجهلاء؟