الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المتطوعون فى مهمة وطنية

المتطوعون فى مهمة وطنية






منذ شهر تقريبًا لمحت خبرًا فى إحدى المطبوعات الصحفية يقول: إن لجنة المتطوعين ومرافقى الفرق الرياضية المشاركة فى بطولة الأمم الإفريقية يعلنون عن بدء أولى مراحل التدريب العام للشباب.. وتشهد فترة التدريب العديد من المهارات والمعارف منها: التطرق لدور العمل التطوعى فى ضوء رؤية مصر للتنمية المستدامة  2030، وذلك بهدف ترسيخ قيم الانتماء وأهمية المشاركة المجتمعية انتهى الخبر.. ورجعت بذاكرتى إلى سنوات ماضية ونحن فى الجامعة وفى لجنة الجوالة التى تعلمنا فيها الكثير عن ثقافة العمل التطوعى والاعتماد على النفس ومساعدة الآخرين.. أتذكر جيدًا أحد المعسكرات الشبابية التى كنا نشارك فيها سنويًا فى المخيم الدائم لجامعة الأزهر بمدينة نصر وكيف كنا نعتمد على أنفسنا اعتمادًا كليًا فى صنع الطعام وتنظيف مكان الخيام والمبيت..  بعدها تخرجنا فى الجامعة وبدأنا فى خوض غمار الحياة بحلوها ومرها ولكن يبقى ما تعلمناه من دروس عظيمة من خلال ثقافة التطوع ولجنة الجوالة التى استفدنا منها فى أصعب الظروف الحياتية التى تواجه أى إنسان فى العمل وفى السفر وفى المعاملة مع الناس.. هذا الكلام بمناسبة السلوكيات التى نراها فى المجتمع المصرى بعيدا عن التنظير وأشياء أخرى.. ليس من المفترض أن يتطوع شباب زى الورد لكى يجمعوا مخلفات الجماهير من المدرجات طبعا جهد يشكرون عليه ولكن الواجب على الناس أن تكون عندها ثقافة ووعى بضرورة الحفاظ على نظافة المكان الذى تعب فيه الكثيرون على مدار 4 شهور ماضية حتى نرى تلك المدرجات التى لا تقل عن المدرجات فى ملاعب أوروبا.. ضرورة الحفاظ على ما تعب فيه الآخرون حتى نستخدمه أفضل استخدام فى  الملاعب أو فى الشارع أو على الكبارى وبالمناسبة كوبرى محور روض الفرج الذى يزورنه المصريون والأجانب الأسبوع الماضى شاهدة أحد الأماكن الجانبية للكبرى مليئة بمخلفات ورقية ألقاها الناس ولم يراع أحد منهم احترام الطريق ورفع الأذى عنه كما أخبر النبى - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: إماطة الأذى عن الطريق صدقة.
نعود إلى الشباب الرائع الذى شاهدناه ينظف المدرجات فى مشهد وطنى مشرف نابع من ثقافة العمل التطوعى والشعور بالمسئولية الوطنية وهو يجمع الزجاجات الفارغة من المياه والمشروبات لهم كل التحية والتقدير والاحترام وارجو من الجماهير فى المدرجات أن يعوا بأن هذا الشاب أو تلك الفتاة المتطوعة هى بمثابة ابنه أو ابنته أو أخته.. نحتاج إلى الكثير من السنوات حتى ندرك أن الشوارع والكبارى والطرق والملاعب مثل بيوتنا وهى ملك لنا ولأولادنا من بعدنا.. الحفاظ عليها شرف ووطنية وأيضا إيمان بالله الواحد الأحد فى كل الأديان السماوية التى نزلت لتحفظ النفس والعرض والوطن بكل ما فيه.
أرى أننا فى أمس الحاجة إلى تنمية الوعى بأهمية التطوع الذى يساهم فى تطوير قدرات المجتمع وتنمية موارده فالمشاركة فى الأعمال التطوعية والخيرية من أفراد المجتمع مطلب دينى وضرورة اجتماعية تعزز من التكافل الاجتماعى وتزيد من الاحساس والشعور بالمسئولية تجاه ما نراه من مشروعات سهر وتعب فيها غيرنا أياما وشهور وسنوات.. ما أسهل الهدم وما أصعب البناء وبذل العرق والجهد من أجل الوطن.. تحيا مصر.