الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف.. لأول مرة!

روزاليوسف.. لأول مرة!






لا تحلو دراسة جامعية سواء كانت رسالة ماجستير أو دكتوراه يكون موضوعها تاريخ مصر الحديث والقضية الوطنية سواء طلبًا للاستقلال أو الدفاع عن الدستور إلا وكانت جريدة «روزاليوسف اليومية» هى المرجع الأساسى بل والرئيسى لهذه الدراسات!
لكن من حين لآخر كنت تجد ملامح من تاريخ الجريدة فى مقالات كبار الصحفيين الذين عاصروا بداية ونهاية الجريدة، ومن هؤلاء الكاتب الصحفى القدير الأستاذ «حافظ محمود» نقيب الصحفيين لعدة دورات، ويكشف فى شهادته عن سر يذاع لأول مرة بشأن «جريدة روزاليوسف» فيقول:
فتحت لى الباب سيدة جميلة وسط فى كل شىء، فى الطول والبدانة وفى ثياب وسط بين الموضتين الجديدة والقديمة وفى نظرة وسط بين النوم واليقظة..
يبدو إننى طرقت هذا الباب فى وقت مبكر عن الموعد الذى تنتهى فيه القيلولة، لكن ما حيلتى والأستاذ «زكى طليمات» هو الذى حدد لى هذا الموعد وأشد من هذا الموعد أن السيدة قالت لى إن الأستاذ لم يحضر بعد! لكنه ما دام قد حدد لك هذه الساعة فلا بد إنه سيحضر فورًا.
ودخلت الشقة بدعوة منها، وتناولت كوبًا من «الجلاس» من صنع يديها.. إن الشغالة أيضًا كانت نائمة.. هذا كله وأنا أحاول أن أتذكر: أين رأيت هذه السيدة من قبل؟ إن صورة وجهها ليست غريبة عن ذهنى ! وصوتها إنه ليس غريبًا عن أذنى؟ ليتها تقول من هى فإنه من المخجل أن يسأل الإنسان السيدة التى أحسنت استقباله من حضرتك؟
كان الأولى أن تسألنى هى من أكون؟ لكنها بدت كريمة إلى درجة التجاوز ـ ولو مؤقتًا ـ عن هذا السؤال الذى يبدو إنه كان يشغلها كما يشغلنى.. إلى أن أنقذ الموقف الأستاذ «زكى طليمات» بعد دقائق قائلاً:
ـ كنت واثقًا أن «روز» ستنسيك هذه الدقائق؟!
إذن.. فهى السيدة «روزاليوسف» زوجة الأستاذ «زكى طليمات» فى ذلك الحين.. كيف لم أنتبه لهذه الحقيقة منذ البداية؟! هذه هى مسألة نسأل عنها السيدة «روز» نفسها!
لقد كانت فى البيت شيئًا يختلف تماماً عن الصورة التى كانت تبدو فى بيتها عروسًا خجولاً محتشمة، لكن هذا الخجل قد سقط دفعة واحدة بعد أن أطلعها «زكى طليمات» على الصحيفة المسائية التى جاء بها معه!
لقد كان فى هذه الصحيفة حديث لزعيم الوفد «مصطفى النحاس» باشا، وكان فى الحديث تعريض ببعض ما تنشره مجلة «روزاليوسف» التى كانت تعتبر حتى هذه اللحظة مجلة وفدية!
ألقت «روزاليوسف» الصحيفة على الأرض وبدأ صوتها يرتفع باللوم والاحتجاج والنقد العنيف لمصطفى النحاس وكأنه واقف أمامها تناقشه ويناقشها، ورغب «زكى طليمات» أن يهدئ من عصبيتها فقال لها:
ـ مالك أنت و«النحاس».. اطلبى «مكرم عبيد» سكرتير الحزب فى التليفون، وصفى معه هذا الموضوع!
ومدت «روزاليوسف» يدها إلى التليفون وطلبت رقمًا.. لكنه لم يكن رقم «مكرم عبيد» بل انه كان رقم «عباس محمود العقاد» وبدأت تتكلم كما لو أنها لم تثر منذ لحظة ! بل ولا منذ ولدت.. وكان الكلام يدور حول التحول بمجلة «روزاليوسف إلى جريدة يومية تعارض مصطفى النحاس ويكتب افتتاحيتها «العقاد»!
ووضعت «روزاليوسف» سماعة التليفون ثم رفعتها لتطلب رقمًا آخر، وكان هذه المرة رقم «محمد عزمى» وتحدثت إليه فى نفس المشروع .. وأخذت موافقة الصحفيين العظيمين على أن يعملا معها!
هذا كله وزكى طليمات فاغر فاهه من الدهشة ينتظر انتهاء مكالماتها ليقول لها: كيف لم تقلى لى عن هذا المشروع من قبل؟!
فابتسمت وهى تقول: وأين كان من قبل هذا.. إننا سنبدأ من جديد!
وبدأت «روزاليوسف» أخطر مرحلة فى حياتها الصحفية، جريدة يومية يدير تحريرها أعظم من عرفته الصحافة العربية مديرًا للتحرير وهو «محمود عزمى» وأعظم من عرفته الصحافة العربية كاتب هجوم سياسى وهو «عباس محمود العقاد» لكن جميع القوى بما فيها مظاهرات رجل الشارع الحزبى قد تضافرت عليها حتى خسرت آخر قرش كانت تملكه!
وللحكاية بقية