الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معركة تركية ضد الأفلام المصرية!

معركة تركية ضد الأفلام المصرية!






كانت الأفلام المصرية هى وسيلة الترفيه الوحيدة بالنسبة للشعب التركى، لكن الحكومة والرقابة هناك كانت تكره كل ما هو مصرى فماذا تفعل فى هذه المشكلة، لكن الحكومة التركية لجأت إلى أعجب وأغرب حل كان بمثابة الفضيحة!!
وتفاصيل الفضيحة كشفها مراسل «روزاليوسف» الخاص فى أسطنبول ونشرتها المجلة بعنوان «ممنوع ظهور الطربوش فى الأفلام المصرية» أما التفاصيل فتقول: «أصدرت الحكومة التركية عدة أوامر لمراقبة الأفلام المصرية التى تعرض فى تركيا ونصت على المناظر الممنوع عرضها وهى:
1- لا يسمح بظهور الطربوش ضمن مناظر الفيلم إلا فى المناظر التى تدعو إلى الضحك!
2- تحذف المناظر التى تبدو فيها الملابس الشرقية المتعددة الألوان (القفطان، الجلابية.. إلخ).
3- لا يسمح بظهور الكتابات العربية ضمن مناظر الفيلم ويجب أن تستبدل بكتابات لاتينية.
4- ممنوع الأغانى العربية ويعمل دوبلاج باللغة التركية، والحكومة التركية تسمح بأن يظل لحن الأغنية كما هو ولكن الذى يحدث أن اللحن أيضا يتغير فى كثير من الأفلام، كما أن الأغنية بعد غنائها باللغة التركية تكون غالبا أطول مما كانت باللغة العربية فيتحايل مستوردو الأفلام على ذلك بأن يدمجوا ضمن الأغنية مناظر طبيعية - تركية - ليس لها أية علاقة بموضوع الفيلم!
ويشترط دائمًا أن يذكر اسم المغنى التركى ولا يذكر بجانبه اسم المطرب المصرى!! بل إن الأفلام المصرية بعد أن تحذف منها الرقابة التركية وتعدل فيها ما شاءت تنسب إلى مؤلف تركى لا إلى مؤلفها المصرى، كما حدث مع فيلم «قيس وليلى» إذ ذُكر فى الإعلان إنه من تأليف الكاتب الكبير «فظولى»!!
وغالبا ما يتغير اسم الفيلم نفسه فمثلاً فيلم «وعادت إلى قواعدها» سمى «نعيمة» وفيلم «شمعة تحترق» سمى «الحياة الآفلة» أما فيلم الماضى المجهول فقد بقى كما هو وإن كان قد أصبح «مجهول ماضى».
ولعل آخر ما وصلت إليه الرقابة التركية فى تعاليها وتعصبها ضد الأفلام المصرية إنها منعت ذكر أن الفيلم المعروض هو فيلم مصرى!!
وكانت النتيجة أن 99 فى المائة من الأتراك الذين يشاهدون الأفلام المصرية يعتقدون أنها أفلام تركية وأن «يوسف وهبى» و«أحمد سالم» و«ليلى مراد» و«بشارة واكيم».. إلخ ما هم إلا ممثلون أتراك!!
ورغم ذلك فإن الإقبال على مشاهدة الأفلام المصرية بعد تمزيقها وبهدلتها بهذا الشكل لاتزال أشد من الإقبال على مشاهدة الأفلام الأمريكية والإنجليزية!
وقد لاحظت الحكومة التركية ذلك وخافت أن تتسرب الثروة القومية التركية إلى خارج البلاد عن طريق شراء الأفلام المصرية فأصدرت قراراً وضعت به حدًا أعلى لثمن أى فيلم مصرى مهما بلغ طوله».
جرت وقائع تلك الحكاية عام 1947 أى منذ 72 سنة وقبل ظهور الخليفة العثمانى «أردوغان»، لكن عقلية تلك الأيام مازالت تعشش فى عقل أردوغان وكراهيته لكل ما هو مصرى، ولعل القمع وكبت الحريات الذى يمارسه هو تراث عثمانلى لا يموت بل يتجدد ويتوغل!!