الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف»  وسيادة النائب المكسوف!

«روزاليوسف» وسيادة النائب المكسوف!






ذات يوم كتبت السيدة «روزاليوسف» تعترب قائلة: «اسم مجلتى هذه كان دائمًا سببًا فى إثارة مناقشات عنيفة بينى وبين من كان يحاول إقناعى باستبدال اسم «روزاليوسف» المجلة إلى اسم جديد!! ففى أول عهد دخول المجلة عالم السياسة ومناصرة «الوفد» ورجاله جاءنى من يحمل إلىّ أن الوفد معجب بالمجلة وخطتها، ولكنه لا يود أن يعترف بها ضمن الصحافة الوفدية لأنها تحمل اسم سيدة!! وخوطبت فى نفس الموضوع من الأستاذ «مكرم عبيد» والأستاذ «محمود فهمى النقراشى» عن طريق غير مباشر!
ولم تكتف السيدة «روزاليوسف» بذلك بل كتبت افتتاحية المجلة تحكى فيها عن تأثير اسمها الذى جعلته عنوانًا لمجلتها فى نفوس طبقة خاصة من جمهور القراء، وكيف أن نائبًا محترمًا فى البرلمان أخبرها أنه يتحرج من حمل «روزاليوسف» وقراءتها علنًا».
وتلقت «روزاليوسف» عشرات الرسائل حول هذا الموضوع قررت أن تكتفى بنشر اثنتين منها الأولى كتبها أحد مفتشى وزارة المعارف والثانية لأحد موظفى وزارة الداخلية وكان ذلك فى عدد 19 مايو سنة 1927.
فى الرسالة الأولى كتب صاحبها: «لا أذكر يا سيدتى على التحديد متى بدأت أطالع مجلة «روزاليوسف» ولكنى موقن بأن أول عدد قرأته منها كان رسول الصلة الوثيقة بينى وبين سائر أعدادها التى ظهرت حتى اليوم، فلم يفتنى منذ ذلك العهد أن أقرأ «روزاليوسف» كل أسبوع، وهذه منزلة لم تنزلها من نفسى صحيفة أسبوعية، فإذا سألت عن السر فى إدمان مطالعة صحيفتك دون نظائرها من الصحف فذلك هو: مجانبتها السخف، وبُعدها فى النقد عن الأقذاع وتصديها فيما تكتب إلى الصدق والجد.
وبعد فلا يحزنك ما حدثك به ذلك الأديب عن ذلك النائب المحترم الذى يتحرج من إعلان قراءته لمجلتك، فإن أكثر النواب عندنا ليس نموذجًا صادقًا لما وصلت إليه الأمة من رقى وثقافة!
وفى النهاية يقول صاحب الرسالة: «واطمئنى يا سيدتى فلصحيفتك الطاهرة مكانة واعلمى أن «روزاليوسف» التى ملكت شعور النظارة ممثلة، قد استولت على إعجاب القراء صحفية.
أما الرسالة الثانية فيقول صاحبها: «ها أنت قد وفقت أخيرًا يا سيدتى إلى ضبط أحد النواب المحترمين متلبسًا بقراءة مجلتك «روزاليوسف» ولكى أتمشى مع الروح الذى أملى مقالك يجب على أن أقول لك «مبروك» ما دمت قد انتصرت بعد عام ونصف العام فظفرت بواحد من النواب يقرأ مجلتك من وراء حجاب!
يصرح هذا النائب المحترم أن مجلة «روزاليوسف» بتنتقدهم كويس وأنها مجلة مسلية! عجبًا ألم يكن يعلم أن الصحف والمجالات تغذى نواب الأمة بما قد يملأون به فراغ اجتماعهم كل يوم؟!
لنعد بعد هذا إلى الماضى القريب أى منذ الثمانية عشر شهرًا التى عاشتها مجلة «روزاليوسف» ممثلة قديرة لا تزال تحمل بين يديها القويتين لواء البطولة بين ممثلات الشرق أجمع، برزت إلى عالم الصحافة بمجلة تحمل اسمها، أليس فى هذا كل الشجاعة؟! أليس فى هذا صوت المرأة وهى دعامة قوية لنهضتنا! سيدة ذات ماض له أثره القوى ولا يزال قويًا تصدر مجلة بارزة تصل ما بين عهدها الفنى وعهدها الصحفى، وقليل هم الرجال الذين يقومون بمثل ذلك.
نائب محترم يصرح بأن مجلة «روزاليوسف» حائزة لرضائه العالى وتقديره، إلا أنه ــ على ما أرى ينقصه شىء من الشجاعة الأدبية واستقلال الرأى إذ يقرأها متواريًا عن الأنظار مكسوفًا من حملها لدرجة أن يجعلها «بطانة» لمجلة أخرى.
وينهى صاحب الرسالة بالقول: «اطمئنى يا سيدتى ونحن نعلم أن هناك نوابًا يقرأون مجلتك بكل شجاععة وإخلاص، فكم أود أن يقدر بعض حضرات النواب ما للصحافة ــ خشنها ولطيفها ــ من مكانة، فيكونون «سفوريين» فى مطالعة بعض المجلات وعلى الأخص مجلة «روزاليوسف» التى بتنتقدهم كويس»!
وللحكاية بقية.