د. منى فتحى حامد
أقلام الصَبار الشائكة
فى عقود مرصعة بالمظاهر والماديات ولآلئ التصفيق والنفاق بالمجاملات، تسكننا قصور من غيم قصائد وأشعار، مكسوة بالخبث للضمائر ولأعين ماقتة يصيبها الغرور والكبرياء، تكمن من خلف أقنعة مزيفة من غدر وناكرة للمعروف وشتى تفنيدات المساعدة والنجاح.
تواجدنا ندرة الإنسانية وغياب قيم للروح من مبادئ وقيم وأخلاقيات، قلة الرحمة والتقصير بعدم السؤال عن محتاج إلى مادة أو محتاج إلى ارتفاع ما لديه من معنويات وإعطائه أهمية التحدث والاستماع.
أيضاً نتطرق إلى خيانة الأخ لأخيه، والصديق لصديقه، بالتعلم والواقع والحياة، تحت ستار المساعدة والود والتقدم والبحث عن حق الإنسان.
وكثرة الاختلاط مع أناس ليسوا متكافئين معنا بالفكر والثقافة والمشاعر والوجدان.
فتساءلنا أنفسنا:
هل عاد عصر قابيل وهابيل من أول الزمان؟
لماذا السفك والدماء بأرواح تكون بدنيانا الوتد والسكن والشريان؟
إلى متى هذه الجحود والأحقاد تسيل دمعات حارقة بالأفئدة والصدور كزخات بركان.
حقاً إنها أقلام مزينة بالضحك على العقول والابتسام للوجوه وتناول الملح من السُكَر المعسول من عذب صالونات الكلام.
نتغاضى كثيراً بالتعاملات مع من أساء إلينا، ونلتمس إليه الوفير من الأعذار، فيُلَقبوننا بالغباء أوجبناء، ويصفونا بالطيبة وعدم الفطنة كخَير مثال فى بعض الأحيان.
فَتصاب جنات أرواحنا واكسير ملامحنا بالحزن والشجن ويأس الاكتئاب، ثم تدريجياً تنجرح سائر الأعضاء، من مرض ووهن يصل إلى حد الزهايمر والنسيان.
لذلك أصبحت أقلامهم طعنات من أشواك صبار، تزيد الجراح بأوردتنا، بدلاً من الشفاء، من ترياق محبة وأمان وكتم الأسرار.
فالخيانة مميتة وأكثرها بالأقلام، تحت وطأة المساعدة، لكنها تنفرد بعشق الذات، وعدم الوقوف إلى جانب الشباب والقادمين من الأجيال.
فالكرسى ما دام لأحدٍ، ولن يدوم ويبقى إلا شهد وطيب الحلو من سُكَريّة الأفعال، وليس من ملح همسات الأقلام....