
رشدي أباظة
«يد الله» مع «منتخب اليد»
لا يقطع الله حبلًا موصولًا بالعمل الدؤوب.
وصف حال الدولة المصرية التى وصلت حبلها فى تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية بدأب شديد.
عقدت آمال ضخمة كانت منعقدة على منتخب كرة القدم. قدر الله ما شاء فعل. فى نفس التوقيت ظهر فريق كرة اليد الذى قدم أداءً راقيًا رائعًا فى منافسة قوية تعكس عقيدة رياضية صلبة.
بيد أن روح المنافسة الظاهرة تخفى خلفها رسائل متعددة قالت التالى:
١- تعدد مصادر البهجة داخل المجتمع هو أمر حتمى لحفظ توازن السلام الاجتماعى.. انظر كيف انتقلت حالة الإحباط من أقدام لاعبى منتخب كرة القدم لتتحول إلى عزيمة مذهلة على يد منتخب «اليد»!
٢- تسويق الرياضات المختلفة بنفس مستوى تسويق كرة القدم هو أمر حتمى من أجل ترسيخ ما يمكن تسميته بفكرة الانتماء المستدام.
٣- ممارسة الرياضة ليست استعراضًا تمثيليًا يحقق المال والشهرة ولا ضير.. بل حالة جدية لها جمهور محدد يستلزم إرضاءه واحترامه.
٤- الأداء الرياضى يعكس صورة ذهنية سلبًا وإيجابًا عن مفهوم فكرة «جودة الأداء» لدى المصريين والتى يجب أن تتحول إلى ثقافة عامة تثبت أن النجاح والتفوق والتميز والوصول إلى جودة الحياة هو أمر شاق بل شديد المشقة.
٥- تنوع الجمهور المشجع بتنوع الرياضات هو أمر كفيل بترسيخ ثقافة التنوع العام داخل المجتمع.
٦- الارتقاء بمستوى الاهتمام الرسمى بالرياضات المهمشة هو أمر وثيق الصلة باستراتيجية جذب دائم لقطاعات الشباب التى ستجد منافذ مشروعة متعددة لتفريغ وإشباع طاقاتها التى هى أساسًا محل اهتمام المجتمع وليس محل تجاهله.
الرياضة لم تعد أمرًا ترفيهيًا فى عالم الآن. بل اقتصاد قوى ماهر لا يفقهه إلا من كتب الله له التقدم بالفلاح والعمل الدؤوب.