الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المرأة ممنوعة من التعليق الكروى!

المرأة ممنوعة من التعليق الكروى!






لا أدرى كيف فاتنى قراءة هذا المقال الطريف والمهم فى يوميات الأخبار بقلم الدكتورة «ليلى الغلبان» رئيس قسم اللغة الإنجليزية بآداب كفر الشيخ، المقال عنوانه «المرأة والتعليق الكروى»!
ميزة المقال وما جاء فيه أنه بقلم أستاذة جامعية أحبت وارتبطت بجيل الرواد من المعلقين، ثم تحدثت عن مواصفات التعليق الجيد وحلمها فى ظهور معلقة كروية تضارع فى عنفوانها موهبة أم كلثوم والأبنودى ومنير فى الشعر والغناء.
بدأت د.«ليلى» مقالها بسؤال: عزيزى القارئ ماذا لو استمعت إلى التعليق على مباريات الكرة باللهجة الصعيدية أو البدوية أو الريفية أو الساحلية؟! وماذا لو كان التعليق بصوت نسائى؟!
وتجيب قائلة: «مع ظهور التعليق على مباريات الكرة على الهواء مباشرة فى الإذاعة فى الخمسينيات وفى التليفزيون فى مطلع الستينيات من القرن الماضى تسيد عمالقة التعليق الكروى المصريون: الكابتن محمد لطيف والكابتن إبراهيم الجوينى والكابتن أحمد عفت والكابتن ميمى الشربينى وغيرهم المجال!
وارتبطت أنا وجيلى بهم وبلزماتهم ونوادرهم، ولم أكن أتصور أن يروق لى تعليق أحد سواهم، ومع دخول عصر الفضائيات دخلت على الأذن المصرية أصوات جديدة لمعلقين عرب لكل منهم شخصيته وطريقته، وشيئا فشيئا تعلقت آذان المصريين ببعضهم وأصبحت هناك منافسة قوية لمصلحة المشاهد، وأتاحت القنوات المباراة الواحدة بتعليق أكثر من معلق كى ترضى أكبر عدد من المشاهدين!
وتضيف أن التنوع فى أى مجال أمر مهم كما أنه يطوره ويثريه ولكن هل مازال التعليق على المباريات بحاجة إلى مزيد من التنوع؟ والإجابة نعم ولكن لم تتح الفرصة بعد لأصوات أخرى كى تضيف إلى متعة المشاهدة!
لقد أثبتت الأيام أن التعليق الجيد لا يرتبط بلهجة ما والدليل على ذلك الشعبية التى يحظى بها معلقون لا يستخدمون اللهجة المصرية ولعل هذا يقودنا إلى الحديث عن مواصفات التعليق الجيد بغض النظر عن جنسية أو جنس من يقوم به وهو ما يهمنا فى المقال الأول.
فأولى تلك المواصفات الثقافة الواسعة فى مجال اللعبة وخارجها فلابد أن يكون المعلق واسع الإطلاع يغلف تعليقه بوجبة دسمة من الثقافة الرفيعة بحيث يضاعف متعة المشاهدة!
ثانيتها: أن يتمتع من يقوم بالتعليق بالطلاقة الفكرية واللفظية بحيث يساير مجريات المباراة وأن يعطى الأحداث المهمة ما تستحقه من اهتمام وتحليل وأن يريح أذن المشاهد إذا لم يكن هنالك داع للصراخ والإسهاب غير المبررين، وأن يمتلك مهارة استخدام صوته بطبقة مريحة للأذن، وأن يكون التنغيم معبرا عن المعنى، وأن تكون الإيقاعات جميلة تنسجم مع مجريات اللعب.
ثالثتها: أن يكون له شخصيته وحضوره وأن يكون سريع البديهة ويتمتع بروح الدعابة دونما إسفاف!
أما رابعتها: فهى القدرة على الارتجال ونحت العبارات الطازجة والبعد عن المواد سابقة التجهيز والعبارات المعلبة والقدرة على ضبط النفس والاعتدال وتحرى الموضوعية قدر الإمكان.
وتكمل: إن جمهور الكرة عريض ويشتمل على كل شرائح المجتمع وكل الأقاليم وكل الأعمار رجالا ونساء و شبابا وأطفالا، ومن حق هؤلاء أن يستمتعوا بالتعليق بلهجاتهم احتراما ودعاية لها، وأذكر أن أشعار «عبدالرحمن الأبنودى» باللهجة الصعيدية مثلا كانت سببا فى تعلق الجماهير والوقوف على جمالياتها وهو ما يثرى التنوع اللغوى.
وبالرغم من التمثيل القوى للمرأة بين جمهور الكرة فإنها مازالت محرومة من التعليق الكروى، وبذلك يتم طمس مواهب نسائية محتملة وحجبها عن المجال! دعونا نسند أى عمل إلى من هو أهل له، دونما اعتبارات أخرى لنفسح المجال لكل موهبة مهما كانت خلفيتها الاجتماعية أو الثقافية أو اللغوية ذكرا كانت أم أنثى! وحينها سوف نجد حتما مواهب استثنائية من المعلقين والمعلقات المتفردين والمتفردات وبكل اللهجات تأسر قلوبنا وتمتعنا وتعيد السيادة والريادة للتعليق المصرى والعامية المصرية، والثقافة المصرية ومن يدرى فلربما تظهر من هؤلاء مواهب فى التعليق الرياضى تضارع فى عنفوانها موهبة أم كلثوم والأبنودى ومنير فى الشعر والغناء».
انتهى مقال د.«ليلى» البديع والجميل بكل ما جاء فيه!