
رشدي أباظة
«ديكتاتورية السيستم».. أوهام الديمقراطية الغربية!
منذ شهد الشرق الأوسط فوضى أحداث يناير فى مصر ومن قبل تونس ثم ليبيا وسوريا واليمن ومؤخرا الجزائر والسودان فيما عرف بثورات الربيع العربى والمنطقة لا تعرف الهدوء.
افتقدت الأمن والاستقرار. كانت الفوضى ودعاواها باسم الديمقراطية!
والحقيقة بأنها غسل أدمغة ودعاوى براقة تلعب بحماس السذج!
والحقيقة هى أنها عملية غسيل أدمغة مستدامة أطلقتها الأنظمة الأوروبية والأمريكية.
عملية الغسيل تمت بعنوان الديمقراطية التى سرعان ماتم تصديرها للشعوب العربية بعدما تم ترجمتها ترجمة مغلوطة عمدا لتفرز المعانى التالية:
١- أن الديمقراطية قوالب جاهزة يمكن استيرادها وتطبيقها كما هى بعيدا عن سياقها الاجتماعى والواقعي.
٢- أن الديمقراطية وجدت من أجل أن يتمكن الفرد من مواجهة الدولة بكل ما يريد فى الوقت الذى يريد.
٣ - أن الديمقراطية وحدها وليس القانون والسيستم هى التى حققت ازدهار الغرب .
٤- أن الديمقراطية تعلو فوق كل الاعتبارات فتتيح التدخل فى شئون دولة أخرى بحجة اختلال الديمقراطية فيها.
٥ - أن الديمقراطية يمكن أن يفرضها سلوك آحاد الناس فى مواجهة الدولة.
٦ - أن الأنظمة الغربية خاضعة باستمرار لحالة ديمقراطية شعبية مفروضة عليها وليست هى من تصنع النماذج الديمقراطية وتفرضها على شعوبها فى سياق قانونى صارم.
«كتالوج» من الوهم الديمقراطى تم تصديره للشعوب العربية فظلت كالمعلقة تظن أنها تدرك ما الذى لا تريد ولا تدرك أبدا ماذا تريد.
لا شك أن عملية تصدير هذا النموذج الديمقراطى قد نجحت وأدى سوء التوصيف المتعمد إلى سوء التطبيق وكارثية النتائج فى سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان.
ولأن دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ترفع شعار الديمقراطية طوال الوقت فإنها تضع «سيستم» حديديا صارما فى ديكتاتوريته ولا يمكن تجاوزه ولا يمكن ممارسة الديمقراطيه إلا داخل نطاقه، أى أن هذه الأنظمة تحدد قواعد اللعبة الديمقراطية من خلال آلية اختيار مؤسسية تصل لحد مرهق من الصرامة، الثقافة هنا أن الدولة عندما تتخذ إجراء فإنه لا يكون ضد الديمقراطية بل ضد الخروج على السيستم الذى يحاصر المواطن طول الوقت.
انظر لما حدث من شغب منذ سنوات فى لندن.. أو انظر لما حدث تحت مسمى «السترات الصفراء» فى فرنسا.. لكن شيئا من مطالب من خرجوا إلى الشوارع لم يتحقق لأنه «خارج السيستم » أو تتم المطالبة به بوسائل وأساليب ليست موجودة داخل السيستم.
لذلك كله وكثير غيره يبقى قاموس الدولة: السيستم هو الحل.