الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«حادثة إطلاق نار».. كيف تعامل الإعلام الأمريكى؟

«حادثة إطلاق نار».. كيف تعامل الإعلام الأمريكى؟






الإعلام مثل «الأفعى» ملىء بالسم وقد يكون فى السم شفاء!
يجوز جدًا أن نعيش «إعلام الدولة» ومن الخطورة بمكان أن نعيش «دولة الإعلام» .. لا يستويان مثلا!
«الإعلام» جزء من دولاب الدولة وأدواتها واستراتيجية أمنها القومى.. لا يمكن أن يتحول إلى أداة للضغط على أعصابها طوال الوقت.
إذا كان ذلك جهلًا.. فالجهل ظلمات؟

وإذا كان عن علم فنحن أمام جريمة متكاملة الأركان يمارسها تجار المخدرات الإعلامية جملة وتجزئة!

مثلا.. بكل مشاعر الحزن والألم والمواساة نقدم التعازى للشعب الأمريكى وحكومته فى ضحايا الحادث المروع من جراء إطلاق النار قبل أمس وأمس الأول.. لن نتحدث عن العنصرية التى تمتهن الإنسانية.. نتحدث هنا عن المسئولية المؤسسية التى تعامل بها الإعلام مع الحادث؟
الجميع يرفع شعار الدولة أولا.. لا مجال هنا  لنظرية السبق أولا.. أو التظاهر بعمق الاتصالات بأجهزة الدولة .. ليس هناك «معاناة» فى كبح جماح الشبق الصحفى.. الجميع يستمد أخباره وعناوينه من مصدرها الوحيد: الدولة.
تابع تفاصيل التغطية الإعلامية ودقق فى مضمونها؟

لن تجد وسيلة أمريكية واحدة حاولت الاجتهاد فيما ليس محلًا لاجتهاد.

السلوك الإعلامى الأمريكى الجمعى هنا اتسم بملامح محددة:
١- الثقة الكاملة فى الدولة إتاحة وحجبا، أى أن مايصدر من بيانات وتصريحات عن الدولة فى مثل هذه الحوادث هو وثيقة مقيدة بضوابط الأمن القومى، وما لم يتم ذكره فهو غير موجود أساسا أو لا يزال منقوصا أو لا يجوز إعلانه لخلفيات تتعلق بتعقيدات أمنية وسياسية جسيمة لا يمكن أن تلوكها ألسنة آحاد الناس، الحجب هنا يتم لأن الإباحة غير ممكنة وليس من أجل التضييق الممنهج.
٢- الإحساس العميق بالمسئولية من واقع الإدراك الكامل بخطورة العمل الإعلامى وأهميته وهدفه.
٣- التخلى التام عن حالة المراهقة الإعلامية.
٤- الجميع يعلى وطنيته على مهنيته ويدرك أنه لا يمكن أن يكون عبئا على وطنه وقت الأزمة.
٥- الجميع ملتزم بالمهنية حيث لا يجوز نشر التنظيرات أو التحليلات أو التخمينات بينما مازالت الدماء لم تجف!