الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مذيعة المصارعة النسائية!

مذيعة المصارعة النسائية!






شاءت الصدفة - الصدفة وحدها - وأنا أقلب المحطات الفضائية أن أجد إحدى هذه القنوات تبث مباراة مصارعة نسائية، أثار دهشتى أن من يعلق على هذه المباراة صوت نسائى! حيث كانت المعلقة المرأة تعلق على تفاصيل المباراة الحامية الوطيس بين لاعبتين وكان وصف المعلقة للمباراة أشبه بمن يصف خناقة أو مشاجرة نسائية تشاجرتا فى الشارع!
وبعيدا عن استخدام المصطلحات والمفردات التى تخص رياضة المصارعة فقد استخدمت «المعلقة» بعض المفردات التى لا أظن أنها تتعلق بالمصارعة ومنها مثلا قولها «شوفوا إزاى بتشد شعرها»!
وتضيف ضاحكة: أوعى البت تكون لابسة باروكة؟!
أو قولها ضاحكة: أوعى الشورت يتقلع من البنت؟!
وتعليقات غريبة من هذا النوع!
وبعيدا عن ذلك كله قفز إلى ذهنى مجموعة من الخواطر والتساؤلات التى لم أجد لها إجابة؟!
لقد اقتحمت المرأة جميع مجالات الرياضة، فقد بات من المعتاد أن نشاهد المرأة لاعبة وإدارية بل مدربة أيضا، كما امتلأت البرامج الرياضية بمذيعات رياضيات يتحدثن ويناقشن الأمور الرياضية عامة - والكروية خاصة - بكل مهارة واقتدار، وكلهن أكثر ثقافة وعلما منى فى خطط اللعب وأخطاء الحكام وسلبيات الطرق الدفاعية وعدم وجود أطراف جيدة، والعقم التهديفى لرؤوس الحربة.. إلخ.
وهناك أيضا المراسلات الكرويات اللائى يجرين الحوارات واللقاءات مع اللاعبين عقب انتهاء المباراة.. ويحققن انفرادات لا بأس بها!0
بعد كل ذلك فإن ما يثير التساؤل والدهشة أن المجال الرياضى فى لعبة كرة القدم الذى لم تقترب منه المرأة هو مجال التعليق على كرة القدم! بل إن المباريات العالمية فى كرة القدم النسائية يقوم بالتعليق عليها معلق رجل بشنبات يقف عليها الصقر كما يقولون!
لقد احتكر الرجال مهنة التعليق على مباريات كرة القدم منذ أيام الكباتن «محمد لطيف» و«على زيوار» وحسين مدكور والجوينى ومحمود بكر وعفت والشربينى وحتى جيل هذه الأيام!0
ولا أعرف سبب غياب الجنس اللطيف عن مهنة التعليق الكروى حتى الآن؟! ولماذا لم تفكر امرأة واحدة فى خوض تجربة هذا العمل؟! وهل حاولت إحداهن دخول هذا المجال وتم رفضها من المسئولين عن البرامج الرياضية سواء فى المحطات الرسمية أو الخاصة وما أكثرها!0
وربما يقول البعض إن موهبة الوصف والتعليق موهبة لا تتوافر فى المرأة وهذا غير صحيح؟! فالمرأة مخلوق موهوب فى الوصف والتعليق على كل شىء يحدث وتراه أمامها، بداية من تسريحة الشعر إلى لون الجوارب!0
كما أن معظم الأقسام الرياضية بالصحف والمجلات تضم صحفيات رياضيات يكتبن ويحللن ويصفن أى مباراة بمهارة واحترافية ربما تفوق ما يكتبه الرجال!0
ولا أظن أن الخجل والكسوف هو المانع فالمرأة أصبحت أكثر جرأة فى مناقشة كل المواضيع باحترام وأدب أيضا!0
ولماذا لا تقوم القنوات والبرامج الرياضية الخاصة فى خوض هذه التجربة باستثناء مهمة التعليق على مباراة لكرة القدم لصوت نسائى مميز! ما المانع؟! ولتكن البداية مع المباريات الودية مثلا!0
ويظل السؤال بلا جواب: لماذا لم تقتحم المرأة مجال التعليق الكروى؟!