
رشدي أباظة
«المال السايب» فى المساجد!
عمليات بناء المساجد وإدارتها من الداخل وثقافة التعامل معها فى مصر تستحق الوقوف أمامها طويلًا.
هدر الطاقة بداخلها يستوجب الدراسة.
فى دولة ما قبل ٢٠١١، كان لك أن تبنى عمارة، ثم تلحق بدورها الأرضى أو ببدرومها مسجدًا.. المكان أساسًا مخصص كجراج لسكان العقار.. لكنهم يلقون سياراتهم فى قارعة الطريق ولما لا؟
بناء المسجد والزاوية أسفل العقار كان أحد أسباب إعفائه من الضرائب!
بمرور الوقت تزودت المساجد بأحدث أجهزة التكييف التى لا تكف عن العمل طوال أشهر الصيف.. ولا أحد يدفع قيمة الاستهلاك!
وتحولت المساجد إلى منتديات صيفية حيث برودة المكيفات وخاصة إذا أُلحق بالمسجد مبردٌ للمياه التى لا يدفع أحد ثمنًا لها.. هكذا يستباح المال العام فى المساجد وهكذا يتم الوضوء بالماء الحرام!
سيقول المتنطعون لقد تكفل صاحبه بالتجهيز.. ونقول هى تجارة مع الله لن تنال البر حتى ينفق أصحابها مما يحبون؟
إذا كانت تجارة مع الله فإن رأس مالها التقوى.. وإذا كانت تجارة مع الله فلا تصح أن تكون المساجد ساحات للاستباحة ولا يصح أن تتحول لمنتديات أو ملتقيات الصحبة حيث مكيفات الهواء السحت.
هنا يتنافى فعل الصلاة مع الأمر الإلهى فى قوله تعالى «فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله» المولى عز وجل استخدم الفاء ليكون الأمر مشمولًا بالسرعة.. أى سرعة المغادرة والانتشار ثم استكملت الآية لتقر بأن فضل الله داخل المساجد وخارجها.. أينما تكونوا فثم وجه الله وفضل الله.
لينظر من له عينان كيف يتم الإسراف فى استخدام المياه للوضوء فى المساجد.. وكيف يتم التعامل مع أموال المتبرعين بداخلها وأين تنفق وعلام؟
ثقافة المال الحرام داخل المساجد تنفى قدسية المساجد داخل الذين استباحوها واغتصبوها باسم الله.