
رشدي أباظة
الموتوسيكل الصينى!
من حين لآخر يُبتلى المجتمع المصرى بظواهر عجيبة وغريبة تزيد الأمور سوءًا من بعد سوء.
ابتليت الشوارع بالتوك توك. نشر القبح والجريمة والبطالة الفنية فى الربوع. صار واديًا من المقت والغضب من دون أن يستطيع أحد فعل شىء تجاهه. صار قدرًا مقدورًا.
ظاهرة أخرى بدأت فى الانتشار وفى طريقها للجرائم الأكثر خطورة. مجموعات من الموتوسيكلات لا تحمل أرقامًا، جميعها جديدة ويقودها شباب يرتكز على النواصى.
يقدم خدمة جديدة باسم «الزفة الصينى» من خلال حركات بهلوانية فى الطرق العامة. بهدف الإضفاء على مواكب الأفراح زخمًا من الصخب والمظاهر الاحتفالية الهيستيرية!
فى ظل دولة تواجه إرهابًا إخوانيًا مستمرًا تجد من يثقل كاهل أجهزة الأمن بأدوات جديدة للفوضى فى الشارع.
فوضى تضاف إلى أعباء «التوك توك» فى ظل فوضى للمنظومة الاستيرادية التى تصدر الأزمات فى وجه الجهاز الأمنى الذى لا يدخر جهدًا لتحقيق السيطرة الأمنية!
فوضى الاستيراد أصبحت ممنهجة أدت فى هذه الحالة إلى الآتى:
١- فرض الفوضى كمكون اعتيادى فى الشارع المصرى.
٢- الإيحاء بغياب الدولة عن الشارع.
٣- قتل أى رغبة فى اكتساب أى مهارة أو امتهان أى حرفة.
٤- تغييب مفهوم الدولة فى وجدان جيل ناشئ.
٥- فرض منظومة قبح تخلط عمدًا بين الاحتفال والفوضى؟
من الذى سمح بالاستيراد دون ضوابط؟
من الذى لا يزال على الاستثمار فى الفوضى؟
من الذى ارتكب جريمة إغراق السوق والشارع المصرى بأدوات الفوضى؟
أمام تلك الحالة لا تدخر وزارة الداخلية جهدًا لضبط الشارع فى مواجهة منظومة للفوضى تصر على تشتيت الجهد الأمنى وصرفه عن مستهدفاته الرئيسية بفرض تحدٍ جديد لا يرى فيه المواطن سوى مظهره الخارجى. فيعتقد خطأ أن الوزارة مسئولة عن الظاهرة من البداية رغم أن الجهد الأمنى المبذول هو أحد ضحايا هذه الفوضى!