
أ.د. رضا عوض
عمر بن الخطاب
العدوى القرش، الملقب بالفاروق، وهوثانى الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأحد أشهر الأشخاص والقادة فى التاريخ الإسلامى ومن أكثرهم تأثيرا ونفوذا، وهو أحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة
تولى الخلافة الإسلاميه بعد وفاة أبوبكر الصيدق فى 23 أغسطس سنة 634 م الموافق الثانى والعشرين من جماد آخر سنة 13 ’ وكان ابن الخطاب قاضيا خبيرا وقد اشتهر بعدله وإنصافه للناس سواء كانوا مسلمين أوغير مسلمين وكان ذلك أحد أسباب تسميه بالفاروق لتفريقه بين الحق والباطل، وهو مؤسس التقويم الهجرى، وفى عهده بلغ الإسلام مبلغا عظيما وتوسع نطاق الدولة الإسلامية حتى شمل كامل العراق ومصر وليبيا والشام وخراسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينية وغيرها، وهوالذى أدخل القدس تحت حكم المسلمين لأول مرة فهى ثالث أقدس المدن فى الإسلام.
ولد عمر بعد عام الفيل وبعد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة سنة، نشأ فى قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة، عمل راعيا للإبل وهوصغير وكان والده غليظا فى معاملته، وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية والشعر وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذى المجاز فتعلم بها التجارة التى ربح منها وأصبح من أغنياء مكة، ونشأ عمر فى البيئة العربية الجاهلية الوثنية على دين قومه كغيره من أبناء قريش وكان مغرما بالخمر والنساء وكان عمر بن الخطاب من ألد أعداء الإسلام وأكثر أهل قريش أذى للمسملين .
وفى يوم من الأيام علم أن أخته فاطمة بنت الخطاب قد أسلمت فذهب إلى بيتها ليعاقبها فوجدها تقرأ من صحيفة فيها بعض من آيات الذكر الحكيم (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا) فاهتز عمر وقال :«ما هذا بكلام البشر» وأسلم من ساعته، وفى ذلك اليوم من شهر ذى الحجة من السنة الخامسة من البعثة، وقد كان بلغ من العمر ما يقارب الثلاثين سنة، خرج عمر بعد ذلك إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم حيث كان يجتمع النبى محمد صلى الله عليه وسلم بأصحابه وأعلن إسلامه هناك’ ووفق المصادر الإسلاميه فقد استجاب الله لدعوة النبى صلى الله عليه وسلم إذ قال («اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب أوعمروبن هشام. قال: وكان أحبهما اليه عمر)، وفى عهد أبى بكر الصديق كان عمر بن الخطاب المساعد الأول لأبى بكر الصديق وساعده الأمين ومستشاره الأساسى طوال خلافته، وكان مستشاره العسكرى الأبرز الذى ساعده فى حروبه، لا سيما حروب الردة وقد كان لعمر بن الخطاب دور كبير فى معونة أبى بكر ببداية خلافته فى تنظيم أمور الدولة، وأخذ البيعة ،وتثبيت الحكم
وبعد وفاة أبى بكر تولى عمر الخلافة وقرر الغزوات التى بدأها ابوبكر لغزوبلاد الفرس والروم.
ويعتبر عمر بن الخطاب أحد عباقرة السياسة فى التاريخ الإسلامى خصوصا والعالمى عموما، وأوصى عمر أن يكون الأمر لشورى بعده فى ستة وهم عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب، طلحة بن عبيد الله ،الزبير بن عوام، عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص ورفض تسميه أحدهم بنفسه، كما أمر بحضور ابنه عبد الله مع أهل الشورى ليشر بالنصح دون أن يكون له من الأمر شىء.
مات عمر بن الخطاب بعد ثلاثة أيام من طعنه، ودفن يوم الأحد أول محرم سنة 24 ه الموافق لسنة 644 م بالحجرة النبوية إلى جانب أبى بكر الصديق والنبى محمد وكان عمره خمسا وستين سنة وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وقد استطاع فى هذه الفترة القصيرة أن يرسى قواعد الدولة الإسلامية الأولى التى أنشأها النبى محمد صلى الله عليه وسلم.