
رشدي أباظة
موظف السنترال!
لم يعادى أحد مصر من أحزاب وقوى وحركات سياسية وأفراد فى الداخل سوى جماعات الإسلام السياسى وأذنابهم من جماعات الخامس الهدامة.
يكرهون مصر من داخل أعماقهم ويكرهون المصريين. قوة الدولة تحول فى كثير من الأحايين دون إعلانهم الكراهية القابعة فى نفوسهم الخربة المملوءة بالحقد والضغينة عليها.
فى كثير من الأحايين يستخدمون التقية ويبطنون ما لا يظهرون.
وإذا خلوا إلى أنفسهم يقولون بكراهيتها ويقولون فيها ما يقول الأعداء ويزيد.
عقب اندلاع ثورة يوليو وعندما اختلفوا مع الرئيس ناصر ألقت دواخلهم كراهيتهم لمصر على الملأ. سطرت كتبهم مشاعر الحقد والأذى. تربت أجيالهم على مخطوطات كراهية مصر والمصريين. إن تصبنا حسنة تسوءهم. وإن تصبنا مصيبة يفرحوا بها.
فرحوا فى هزيمة ٦٧ ومن قبل ٥٦. واسودت وجوههم فى نصر ٧٣.
تاريخ أفراحهم فى بلادنا يمتد من هزيمة يونيو وحتى هزيمة المنتخب القومى فى كأس العالم وتعثر مفاوضات سد النهضة قبل يومين!
يضمرون كل شر ولا يتورعون أن يروا مصر بسوء لعنهم الله وأرداهم.
مساء يوم النصر فى السادس من أكتوبر التف المصريون حول شاشات التليفزيون مهتمين بشغف بمتابعة أحداث فيلم «الممر» الذى يجسد قدرة أسطورية لصمود الجيش المصرى، وفى ظل الحملة الشرسة التى يتعرض لها الجيش الآن إلا أن الذهنية العامة المصرية تتجه دائمًا لأن ترى جيشها فى موضع الصمود والانتصار بينما يحاول الإسلاميون توريطه فى أى موضع للهزيمة الأخلاقية أو السياسية.
فى كل أزمة تعرض لها الجيش كان يستمد قدرته على الصمود وامتصاص الصدمة من قوة تحمل الشعب المصرى وصبره، لكن مع كل أزمة كان «المرجفون فى المدينة» يظهرون لا يكفون عن رجم الجيش ومصر بالغيب ولا يتوقفون عن إنتاج الإحباط ونشره وفرض اليأس والتشكيك أمرًا واقعًا على حياة المصريين.
«المرجفون» ظهروا فى فيلم الممر جسد شخصيتهم «موظف السنترال» حجاج عبدالعظيم الذى راح يتهكم على ضابط الجيش العائد من الهزيمة الظالمة التى لم تتح للجيش المصرى مواجهة حقيقية، لكن موظف السنترال راح يمارس التحريض التهكمى ضد الجيش المصرى ممثلًا فى شخص الضابط الماثل أمامه الذى لم يكن قد لملم جراحه بعد.
«المرجفون» لا يكتفون بالتولى يوم الزحف بل كانوا ولا زالوا يحولون دون امتلاك الجيش المصرى وعموم الدولة المصرية لأدوات صمودهما.
فى فيلم الممر.. نفس الدور الذى لعبه حجاج عبدالعظيم تمارسه الآن مجموعات المرجفين إلكترونيا الذين لا يكفون عن نشر اليأس والإحباط يوميا من أجل تأسيس «ثورة الشك».
بالشك والتشكيك تصبح كل قيمة بلا قيمة وكل معنى بلا معنى.. وبعد تغييب القيم تهدر القامات والرموز فينقطع التواصل بين الأجيال وتطمس حقائق التاريخ وسير الأولين فيتحول المواطن المصرى إلى فريسة لحملات تزييف الوعى ومناهج الخداع!
الإسلاميون يدعون حب الله ويكرهون مصر والبشر.. ما هكذا تورد الإبل!