الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سر اعتراف «روزاليوسف» بأحمد بهاء الدين!

سر اعتراف «روزاليوسف» بأحمد بهاء الدين!






لم تكن السيدة «روزاليوسف» معجبة بمقالات الأستاذ «أحمد بهاء الدين» التى يكتبها كل أسبوع فى مجلتها، بل كانت تتجاهله عندما تراه!
لقد روى الأستاذ «بهاء» تفاصيل الحكاية فى مقال له عنوانه فى بلاط «روزاليوسف» قال فيه:
«عندما بدأت أعمل فى دار «روزاليوسف» كانت السيدة فاطمة اليوسف فى الإسكندرية فمضى شهر أو يزيد تقريبًا و أنا أعمل فى الدار دون أن أتعرف على صاحبتها أو حتى آراها ثم بدأت السيدة فاطمة اليوسف «تظهر فى الدار وكانت معاملتها لى مفاجأة غربية كانت غير معترفة بوجودى تمامًا، أقابلها على سلم الدار أو فى إحدى الصالات أو فى مكتب «إحسان» فلا تحيينى ولا تسأل عن عملى، بل ولا تقف عيناها عندى لحظة واحدة، وقد تمر بالغرفة التى أجلس فيهافتحيى من تصادفه ما عداى، وإذا تصادف ولمحتها تنظر إلىّ وجدت أن التعبير المرتسم على وجهها أقرب إلى الضيق وعدم الرضا والاحتجاج!!
وقد ظل عملى فى المجلة يتسع وهى متمسكة بموقفها من تجاهلى ولم يكن أمامى إلا أن لا أنتبه إلى تجاهلها لى ما دمت لا أعرف له سببًا!!
وقد عرفت منها بعد ذلك أن مقالاتى لا تعجبها، وكانت تقول إننى أكتب فى مسائل اقتصادية معقدة تحتاج إلى تبسيط أكثر  من ذلك، وعرفت بعد ذلك أيضًا أن هذه المعاملة الغريبة جزء من طبيعتها فهى لا تأنس للغريب بسرعة، وإحساسها الأول نحو الذين لا تعرفهم هو إحساس الانكماش والإعراض، مالم تكن لديها فكرة سابقة دقيقة عنهم، كذلك فإن رضاها عن الأشياء صعب واقتناعها لا يكون بسهولة!
وفى تلك الأثناء قامت ثورة يوليو ـ 1952 وكتبت كتاب «فاروق ملكًا» محاولاً أن أؤرخ فترة حكم فاروق وأن أحلل أسباب انهياره لتكون لنا دليلاً وهاديًا.
وقرأ إحسان عبدالقدوس الكتاب وكتب له مقدمة وقال إنه سيطبع منه ستين ألف نسخة ووقع قلبى، أننى لم أكتب فى الصحف بانتظام إلا منذ ثلاثة شهور فقط، ولم أصدر سوى كتاب واحد عن «النقطة الرابعة طبعت منه ألف نسخة فكيف أطبع الآن ستين ألفًا!!
وبدأت أحاول إقناع إحسان بأن نطبع عشرة آلاف فقط، إن رقم ستين ألفًا غير معقول بالنسبة لأى كتاب مصرى أو كاتب مصرى، وكان إحسان يقول لى إن الدار هى التى ستتحمل مسئولية الخسارة، وأن أجرى على الكتاب لا علاقة له بالبيع والشراء، ولم يكن هذا هو الذى يعنينى، كنت أفضل أن يطبع عددا قليل وينفد الكتاب وكنت أتصور منظر الكتاب مكدسًا فى الأسواق فأدوخ!!
وأخيرًا أقتنع إحسان بأن نطبع خمسين ألف نسخة فقط، وبقيت أنتظر نتيجة التوزيع فى قلق نسيته منذ اليوم الذى جلست فيه أنتظر نتيجته امتحان الليسانس الذى دخلته دون استعداد!!
ومرت ثلاثة أيام ودخل الساعى إلى مكتبى يقول: الست عايزاك!
وذهبت إليها وأنا أتوقع عاصفة فلابد من سبب هائل، أن ثلاثين أو أربعين ألف سنخة من الكتاب قد عادت إلى قواعدها فى مخازن الدار!!
ودخلت مكتبها لأول مرة لأجد مفاجأة مذهلة أن السيدة فاطمة اليوسف تبتسم بل تربت على كتفى كأم حنون وتمسح فى لحظة واحدة تجاهلى ثلاثة أشهر.
وعرفت منها أن الكتاب قد نفد وأن هذا كان سبب الاعتراف بى أو كان أوراق اعتمادى فى بلاطها.
وللحكاية بقية!