الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الچوكر» فى لبنان!

«الچوكر» فى لبنان!






مخاض منطقة الشرق الأوسط ولادة قيصرية متعسرة. لم ينج منها أحد. الدماء تناثرت والأشلاء تطايرت ورائحة الموت والفوضى تملآن المكان.

لم ينج أحد. ثورة ٣٠ يونيو ضمدت الجراح وفى طريقها للشفاء. مؤكدًا أنها ستقود المنطقة للشفاء حتى حين!

لم تبرأ المنطقة من الموجة الأولى ولا الثانية من سيناريوهات القتل!
الدائرة الآن على لبنان الغالى.
ليس صدفة أن يظهر بعض متظاهرى لبنان وقد لونوا وجوههم بقناع «الجوكر» الذى جسد بطولته شخصية بنفس الاسم.
الفيلم يبرر العنف والتخريب كرد فعل مشروع لعملية قهر تعرض لها البطل.. ثم سمح له أن يمارس العنف إلى حد القتل وسمحت نهاية الفيلم أن يكون المشهد الأخير ثوريًا لأن مدينتهم ليست نظيفة وتنتشر الجرذان فى شوارعها وتمنح فرصة لقتل الأغنياء كما لو كانت الثروة فى حد ذاتها جريمة.
المشهد الأخير يجسد البطل وهو يعلو مقدمة إحدى السيارات ويتلقى التحية من جموع الثائرين كزعيم لهم. رغم أنهم لا يعرفونه وليس لديه أى مرتبة أيقونية تمنحه صفة الزعامة عليهم خاصة أنه «مريض نفسى» نتاج علاقة سِفاح.. وبالتالى فإن النهاية التى أبرزته رمزًا ثوريًا جاءت فى سياق درامى مختل يسمح بتصنيف العمل الثورى ضمن صنوف الأمراض النفسية السياسية؟

الفيلم دعوة صريحة للعنف من أجل العنف، وتكليف إيحائى بستار فنى من أجل «التخريب» الذى ستكون «فوضى» لبنان انعكاسًا عمليًا له، لذلك لا تندهش من أعداد الفنانين اللبنانيين المنضمين للحراك لأنهم لم يعد بمقدورهم الاستمرار فى عمليات التجميل أو التردد اليومى على بيوت الأزياء العالمية، وجودهم سيمنح المشهد طابعًا دراميًا سيتيح للجوكر دورًا  مبررًا فى مسرحية الثورة اللبنانية.

ليس هناك صدفة فى «لعبة الأمم»، لن يحمى العرب سوى عقولهم وقلوبهم التى تسوقهم فطريًا إلى معرفة قيمة أوطانهم.

فى مصر وقبل فوضى يناير كان أحد مشروعات التخرج لطلبة الجامعة الأمريكية هو كيفية تنظيم اعتصام رمزى طويل المدى فى ميدان التحرير!

هى إذن ليست صدفة!