
رشدي أباظة
تشاهد «محمد غنيم».. تنحنى تقديرًا لـ «مجدى يعقوب»!
تورط الدكتور محمد غنيم فيما لا يعلم. تورط فى السياسة بالحديث فى الشأن العام دون إلمام حقيقى بما خفى وبما لا يعرف!
لست ضد الدخول فى عوالم الشأن العام لكن شرط الدخول هو المعرفة والإلمام والعلم بجوامع الموضوع حتى لا نقع فى براثن الجهل والغرض!
حالة متفردة حتما سيقف أمامها التاريخ المصرى د.مجدى يعقوب أمة كاملة، الرجل يمتلك مخزون وفائض محبة لوطنه لو وزع على قلوب المصريين لكفاهم وزاد!
د.يعقوب الذى وصل إلى أعلى مراتب العلم والشهرة والمجد جاء طائعا مختارا مهرولا إلى وطنه خافضا جناح الذل من الخدمة والاستثمار فى العطاء المستدام.
مراتب العلم والشهرة كان لها أن ترشح الرجل إلى مواضع الندية مع فكرة الدولة كما تورط المتورطون.
لكن «يعقوب» امتلك ناصية التواضع وعاد من مجده جنديا فى صفوف الوطن، وفِى وسط التقلبات السياسية التى ضربت البلاد على مدار عشر سنوات شهدت خلالها فرزا مكررا للرجال، لم يفقد «يعقوب» ثباته الانفعالى الإنسانى مرة واحدة قولا أو فعلا أو إيماء أو إيحاء، يعقوب ظل رابطا على قلب مصر فربط المصريون على قلبه.
يعقوب فكرة عظيمة تحولت إلى نظرية شعارها العطاء والبذل برهان الوطنية.
فى المقابل عالم جليل هو د. محمد غنيم شاء القدر أن يعاصر فترة وجود «يعقوب» وبالتالى فإن المقارنة بين السلوكين المعلنين فى محلها تماما. لكن «غنيم» لازال يستدرج بحسن نية من آن لآخر إلى مساحات السياسة الاستعراضية المؤقتة كما لو كانت الحالة والمكانة العلمية التى يتبوأها عاجزة عن إشباع تحقيق الذات مما يدفعه إلى تقديم فقرات متقطعة من حين لآخر ليطل على الجمهور من منصات الإعلام كما لو كانت لديه رغبة فى توجيه سؤال لهم: هل لا زلتم تذكروننى؟ أنا محمد غنيم الطبيب الشهير!
أنت من أنت يا دكتور انت عظيم بعلمك وعملك وعطائك لكنك مستجد فى السياسة فلا ينبغى أن تظهر بمظهر العالم الجليل الذى حصل على أعلى الدرجات العلمية ثم قرر الالتحاق بفصول محو الأمية!