الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكاية أزمة عاطفية أحمد بهاء الدين وروزاليوسف!

حكاية أزمة عاطفية أحمد بهاء الدين وروزاليوسف!






لم تكن السيدة «روزاليوسف» فى حياة الأستاذ أحمد بهاء الدين صاحبة دار روزاليوسف ومجلة صباح الخير التى كان يرأس تحريرها منذ صدورها فى يناير سنة 1956 بل كانت بمثابة «أمه» الثانية بالفعل منذ التحق بمجلة روزاليوسف!!
ويعترف الأستاذ «بهاء» بأن وفاة والدته وهو فى سن العاشرة كانت أول صدمة حقيقية فى حياته، ويضيف قائلًا: لم تكن بالنسبة لى أمًا عادية.. كنت ابنها الوحيد بين أخوات من البنات، وكأى أم شرقية فى هذا الموقف فقد أفرغت كل حياتها وحنانها على الابن الوحيد، أحلامها وهمومها وقلقها وفرحها وعملها، كل هذا كاد يكون قاصرًا علىّ فهى التى تعد لى طعامى وتلبسنى وتمشط شعرى وتشرف على مذاكرتى وتصحبنى إلى السينما!!
كانت تخاف علىّ إلى درجة جعلتها ترفض أن أخرج مع أصدقائى أو ألعب فى الشارع أو فى فناء البيت، فمرت طفولتى ومر صباى دون أن أعرف ما يعرفه الأولاد من ركوب الدراجات ولعبة الاستغماية وما إلى ذلك.. كانت ألعابى كلها فى البيت، أقص الصور التى تنشرها الصحف وأصنع مراكب وطائرات من الورق واقرأ الروايات، فهذه كلها وجوه للتسلية واللعب أمارسها فى البيت وتحت رعايتها دون أن أتعرض لخطر».
اللحظات الوحيدة التى كنت أفترق فيها عنها هى تلك التى كنت أقضيها فى المدرسة وكانت تحسب موعد خروجى منها والدقائق التى يستغرقها الطريق من المدرسة إلى البيت فإذا تأخرت عن عودتى دقائق جاءت بنفسها إلى المدرسة تبحث عنى».
وتمضى سنوات طويلة ويلتحق أحمد بهاء الدين بروزاليوسف ليصبح واحدًا من أهم وأكبر نجومها ويتذكر قائلًا:
«من الشائع لدى كل من عمل - من أبناء جيلى - فى روزاليوسف أن يقولوا إنها كانت «أمًا» لهم قبل أن تكون صاحبة عمل، وهذا حقيقى، ولكن بالنسبة لى كان أكثر من ذلك، ربما لأننى فقدت أمى وأنا فى العاشرة من العمر فلم أعرف ظل الأمومة الظليل زمنًا طويلًا، وهكذا كانت أجمل ساعات يومى - خارج العمل - هى الساعات التى أقضيها معها!
كانت تقول لى: إنك تبدو أحيانًا أكبر منى سنًا!! وأن الشباب فى العادة يتوقعون الأحسن بعكس الشيوخ!! ولكنى فى هذه الناحية أكثر منك شبابًا، وكانت تعتقد أن طبيعة الانطواء فى نفسى مرض، وكانت مهتمة بأن تعالج هذا المرض، ولا أستطيع أن أقول إن هذه الطبيعة فى نفسى قد انقلبت ولكن المؤكد أننى مدين لها بمحو كثير من الألوان القاتمة، وهو دين عظيم!
وعندما مرت بى أزمة عاطفية كان غريبًا أن أجد يدها هى التى تساعد، وقلبها هو القلب الذى يخفف، كانت أمًا وأختًا وأستاذة، كانت أكبر منى سنًا بدرجة تجعل لها قدرة النصح والتجربة، وكانت أصغر منى سنًا بدرجة تجعل لها قدرة الفهم والمشاركة، وقد تبنتنى فى تلك الشهور القلقة إلى درجة من الأمومة الكاملة!
كان يهمها أن أخرج أنا من تلك المرحلة بغير كسور أو شروخ أو جروح، أكثر مما كان يهمها أن أقوم خلال تلك المرحلة بعملى فى الدار، وهذا خط عظيم حظ عظيم يحظى به الناشئ إذ يجد أستاذًا يحوطه برعاية أهم وأثمن من رعاية العقل رعاية النفس!!
السيدة روزاليوسف سيدة عظيمة بكل معانى الكلمة وأشير إلى عنادها الأسطورى وموهبة أخرى نادرة هى بث الثقة فى الناس وتشجيع الكفاءة بنزاهة هائلة فهى فوق المنافسة وفضلها وأثرها علىّ كصحفى لا يماثله أى تأثير آخر، فقد كانت بالنسبة لى فوق تأثيرها العام، تأثير خاص بى، وجدت فيها أمًا جديدة»!
وللحكاية بقية!