
احمد رفعت
الأزهر والإرهاب فى إفريقيا!
للتطرف ومن ثم الإرهاب أسباب كثيرة حددتها ووضعت يدها عليها وأعدتها وحدة رصد اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر العالمى لمكافحة التطرف وقدمت فى جهد محترم دراسة جديدة كشفت من خلالها تأثير العوامل الاجتماعية فى صناعة التطرف داخل القارة السمراء مثل التفكك الأسرى وأصدقاء السوء والإقصاء والتهميش الاجتماعى والعزلة الاجتماعية والتأثر بالآباء مع البحث عن الهوية والانتماء والتجربة السابقة مع العنف النوع الاجتماعى.. ففى الصومال مثلا ـ تقول الدراسة أن لعبت الصداقة دورا اجتماعيًا فعالا فى استقطاب الجماعات المتطرفة للشباب حيث أشارت الدراسة التى قام بها معهد الدراسات الأمنية ISS تحت عنوان «التطرف وتجنيد الشباب فى الصومال « أن الأصدقاء هم الذين يؤثرون بشكل رئيس على قرار انضمام الشباب إلى حركة الشباب الصومالية الإرهابية هناك بينما فى موريتنيا ونيجيريا يوجد الكثير من الشباب المنضمين لصفوف الجماعات المتطرفة بها وعلى رأسها «القاعدة» لديهم مشاكل أسرية منها انفصال الآباء وفى غرب إفريقيا تحديدا فى شمال نيجيريا على سبيل المثال نجد أن ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء وعدم الاهتمام الكافى بالأطفال اليتامى أو المهجرين قد لعب دورا كبيرا فى وقوع كثير من الشباب فى براثن التطرف ومستنقعات الإرهاب!
فى حين تؤكد الدراسة أن أغلب الأشخاص المنضمين لحركة الشباب فى كينيا كان آباؤهم هم من يحددون قرارات العائلة كلها بقرارات فوقية ومن ضمنها قرار انضمام الأبناء لتلك الحركة المتطرفة وبذلك كان لبعض الآباء تأثير كبير على التنشئة الاجتماعية والسياسية لهؤلاء الشباب بكل أسى! وفى الدراسة نفسها يتم الاعتماد على دراسة للمركز الدولى لدراسة التطرف والعنف السياسى «ودراسته التى أجراها بعنوان «لا يمكنك فهم لماذا ينضم الأشخاص إلى داعش بدون فهم الحرمان النسبى لديهم» أن أولئك الأشخاص الذين ينضمون لذلك التنظيم أو لغيره من التنظيمات إنما يبحثون عن الانتماء والقبول حيث يلجأون لمجتمع يروج نفسه كمجتمع واحد وموحد بأهداف اجتماعية مشتركة»!
وهكذا تطوف الدراسة تبحث وتفتش عن أسباب التطرف والإرهاب فى البلدان الإفريقية شرقها وغربها شمالها وجنوبها ووسطها المستقر منها والمضطرب ولذلك فهو جهد كبير ومحترم نحتاج مثله هنا فى محافظات مصر فمثلما ستساهم هذه الدراسة فى وضع طرق مواجهة الانحراف الفكرى فى إفريقيا يمكن أن تدل الدراسة الثانية أجهزة الدولة إلى الطريق الأنسب للتعامل مع التطرف والإرهاب والتسلف والتأخون فى مصر!
نبقى فى انتظار الدراسة المطلوبة!