
رشدي أباظة
من «الچوكر» إلى «تراب الماس».. الرسالة واحدة!
انظر إلى العالم كيف يثور الآن بفعل دعوات الفوضى. محاولات الهدم وإثارة القلائل تتفوق على محاولات الاستقرار والهدوء.
الفوضويون يكسبون الجولة.
من لبنان التى استقال رئيس حكومتها أمس إلى العراق المشتعل مرورًا بالجزائر والسودان اللتين خلعتا رئيسيهما قبل شهور على وقع الفوضى إلى تشيلى وأمريكا الجنوبية. ومن قبل كان «يناير» فى مصر مرورًا باليمن وسوريا وليبيا ودول عديدة ارتشفت مرارة الإثارة والهدم!
العجيب أن الفوضويين وحلفاءهم من المخدوعين يرون فى كل نجاح لهم كيف انهارت مصالح العباد والبلاد.. كيف صارت بحور الدماء أنهارًا.. كيف تقطعت الأجساد إلى أشلاء والعمران إلى أطلال والمدن إلى خرابات.. يرون كل ذلك بأم أعينهم ورغم ذلك يصر أهل الفوضى فى كل قطر على معاودة نفس السيناريو بنفس الجرائم بنفس الضحايا بنفس الخراب فى كل بلد يحلون فيه.
وكأن المآلات لم ترها العيون ولم تشعر بها الثكالى والأرامل والأنين لم يبلغ الحلقوم!
فى نشر «فن الفوضى» وتمجيده لا يمكن إنكار الدور المذهل لبطل فيلم «الجوكر» خواكين فينيكس.. لقد قدم دورًا وصل لأقصى أعماق المريض النفسى، بلغة أهل الفن «قفل الدور».. أى أغلق الطريق على من بعده ممن سيؤدى دور المريض النفسى.
الفيلم يتجاوز سياق الدراما إلى مستنقع الفوضى المعلنة.. رسالته واضحة لا لَبْس فيها، هو عمل سينمائى تحريضى مباشر يبرر الفوضى فى سياق درامى دموى يتجاوز حدود المبالغة فى رد الفعل إلى حد الوصول إلى «الدعوة الصريحة للتخريب والقتل» فى مواجهة السياسة.
نجاح «الجوكر» الكبير يعكس حجم الإيمان بالفوضى فى العالم. وهو نفس النجاح الذى حظى به فيلم «تراب الماس» فى مصر العام الماضى الداعى إلى الفوضى أيضًا وإعلاء منظومة الثأر باليد على قيم القوانين والدولة.
السادة دعاة الفوضى: هلا استرحتم قليلًا حتى تجف دماء ضحاياكم؟