الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكاتب اللبنانى طلال سلمان و«روزاليوسف»!

الكاتب اللبنانى طلال سلمان و«روزاليوسف»!






لا يوجد كاتب صحفى عربى كبير إلا وكانت له ذكريات وحكايات مع «روزاليوسف» مدرسة الصحافة العربية، عشرات الأسماء والنجوم تشرفوا سواء بقراءة «روزاليوسف» أو الكتابة بها أيام شبابها!
ومن هؤلاء الكاتب الصحفى اللبنانى الكبير الأستاذ «طلال سلمان» صاحب جريدة السفير، ومن مؤلفاته المهمة «العرب خارج عروبتهم» و«كتابة على جدار الصحافة» وغيرها من الكتب!
فى مقال له عن صحافة مصر نشره بالزميلة «الشروق» يقول: «دخلت مع جيلى مصر من بوابة صحافتها يومية وأسبوعية، وفى رحلتى الأولى إلى القاهرة فى مطلع تشرين الأول 1962 أتيا من الجزائر وقد جعلتها محطتي، كان أول عنوان قصدته فيها دار روزاليوسف التى طالما استمعت إلى «سليم اللوزى» الذى بدأت معه فى الحوادث رحلتى مع الصحافة، يحدثنا عنها ليس كمجلة، بل كمركز توجيه وتأثير، وكدار توليد لنخبة من الصحفيين والفنانين التشكيليين الذين أطلقوا فيما بعد مجلة صباح الخير التى شكلت فتحًا فى صحافة الشباب!
سمعت مع زملائى الذين تعلمت منهم وعليهم فى الحوادث من سليم اللوزى تقديرًا عظيما للسيدة «فاطمة اليوسف» التى أسست «روزا» كما كان يسميها المصريون تدليلًا مشفوعًا بالأكبار، ولقد حدثنا عن هذه السيدة التى ولدت فى طرابلس وهاجرت إلى مصر، وعملت بداية الأمر فى الحقل الفنى كممثلة، قبل أن تصدر مجلة باسمها الفنى «روزاليوسف» لكى تهتم بأمور الفن ثم جرفتها التحولات السياسية الهائلة التى كانت تهز مصر!
وفهمنا من سليم اللوزى كيف جرفت السياسة الممثلة ومن ثم المجلة من عالم الفن إلى عالم السياسة لتغدو «روزاليوسف» أشبه بمنشور سياسى يدعو إلى مقاومة الاحتلال والقصر معا، ويفضح الطبقة السياسية التى كانت تفيد من صراع الطرفين!
وتابعنا مع سليم اللوزى سيرة «روزاليوسف» فأخبرنا كيف تولى «إحسان عبدالقدوس» «ابن فاطمة اليوسف» الذى كان قد غدا شابًا ندى القلم فضح صفقة الأسلحة الفاسدة التى كانت من بين أسباب الهزيمة التى مُنى بها الجيش المصرى فى مواجهة العصابات الإسرائيلية فى فلسطين والتى شكلت صاعق تفجير ثورة 23 يوليو 1952، وذلك قبل أن يتحول إلى واحد من أمتع كتاب روايات الحب بقلمه الأخضر عاشق الحياة!
ومن سليم اللوزى أيضًا سمعنا عن جيل الشباب الذى اقتحم روزا مع إحسان والذى تولى قيادة طلائعه لتأسيس «صباح الخير» أحمد بهاء الدين الذى جاء إلى الصحافة من سلك القضاء، وكان معه فى هذا الإنجاز الرائد «حسن فؤاد» وكوكبة رسامى الكاريكاتير برعاية «صلاح جاهين»، ومعه إيهاب شاكر وبهجات عثمان وعبدالسميع ورجائى وحجازى.. إلخ.
ثم يحكى الأستاذ طلال سلمان بعض الذكريات عن جريدة الأهرام وكبار نجومه ثم يعود إلى روزاليوسف فيقول:
«كانت محطتى الأولى إذا فى زيارتى الأولى للقاهرة مجلة «روزاليوسف» فى شارع قصر العينى بقلب العاصمة!
لم أكن أعرف أحدًا فيها، وإن كنت أحفظ أسماء جميع كتابها ورساميها وحتى مدير المطابع وبعض عمالها من خلال المقالات والأحاديث الحميمة التى كان يرويها «إحسان عبدالقدوس» أو «أحمد بهاء الدين» أو «حسن فؤاد» أو «صلاح جاهين» فى بعض صفحاتها.
دخلت متهيبًا واستقبلنى الحاجب بتهذيب يخالطه بعض الاسترابة، وربما كان السبب خجلى أو ارتباكى وأنا أسأل عن أسماء أعرف أصحابها.
سأدخل بعد سنتين مكاتب روزاليوسف وصباح الخير وأتجول بين المبدعين فيها وكأننى فى بيتى، فقد سلمنى «بهجت عثمان» مفاتيح القلوب وعرفنى على تلك النخبة من الموهوبين.
انتهى أغلب ما جاء فى مقال الكاتب العربى الكبير الأستاذ «طلال سلمان» والذى كان أشبه بقصيدة حب وعشق فى روزاليوسف على مر التاريخ!