
رشدي أباظة
الفساد الشعبى!
.. إذا أردت إدارة العالم فعليك ترتيب «سريرك».
وإذا أردت إصلاح الدنيا أصلح نفسك أولاً.
إذا أردت تطبيق شريعتك الدينية على الحكومة طبق الشريعة على نفسك أولاً.
ثلاث حكم تعكس ثقافة المطالبين غيرهم بالإصلاح فيما يبقى هم فاسدون!
المطالبة بالإصلاح أسهل من أن يصلح هؤلاء أنفسهم.
تلك سلوكيات شائعة ومنتشرة بين الناس فى بلادى.. يطالبون بإصلاح غيرهم.. وتطبيق القانون على غيرهم.. ومحاسبة غيرهم.. وتقويم غيرهم.. فيما هم أنفسهم الفاسدون وهم أنفسهم يخالفون القانون وهم أنفسهم من تجب محاسبتهم وهم أنفسهم معوجّون!
هكذا يكون الحال عندما يتحول الفساد إلى «ثقافة شعبية» .. عندما يصبح وسيلة للتواصل الاجتماعى.
فى مصر يكاد يكون الفساد مسافة بينية تربط ما هو شرعى بما هو «شرعى أوغير شرعى»!
المرور على تلك المسافات يكون حتميًا فى أغلب الأحوال فيجد ألف مبرر ومبرر.
على هذا النحو من مفهوم الفساد فإن مواجهة الدولة للفساد تقابلها مقاومة مجتمعية مهولة تصل إلى حد الادعاء بأن مواجهة الفساد هى من أجل فرض قيود على المواطن إلى أن يتطور الأمر إلى التسييس الممنهج للفساد.. وبالتالى تصبح مقاومته نوعًا من الحركة الرسمية للدولة تجاه الحريات العامة بعد أن كانت أساسًا متجهة نحو الذمة العامة!
المقاومون للفساد عادة ما يواجهون بسخط شعبى، أمير المؤمنين رمز تاريخى لمواجهة الفساد.. لقد قتل الفاروق وبرر قاتله الفاسد جريمته بأنه قد تعرض للظلم، إرادة الفاروق لبتر الفساد تحولت إلى سلوك ظالم!