
رشدي أباظة
«القرآن» خارج المكاتب!
أعجبتنى دعوة لأحد نواب مجلس النواب طالب فيها رؤساء الأحياء بوضع خريطة الحى على الحوائط بدلاً من الآيات القرآنية.
الدعوة عميقة خاصة إذا علمنا أن الآيات القرآنية المعلقة يعلوها التراب بينما مصالح المواطنين معطلة بأسباب عديدة من بينها عدم معرفة المواطن الحدود الإدارية بين الأحياء!
الدعوة وإن كانت دارت حول مصالح الناس المرسلة إلا أنها تحدد المسئوليات بينما الآيات القرآنية لاترشد ولا تردع فضلًا عن إلقاء خرائط الأحياء الإرشادية فى المخازن!
القرآن الكريم قيمة عظيمة ودستور حياة لكل فرد .. حفظه يكون بتطبيق تعاليمه وليس بالتعامل معه كتميمة تعلق آياتها فى المكاتب والبيوت والسيارات كما لو كانت حرزا خفيا يحمى من الأقدار والغيبيات دون الأخذ بأسباب المنطق!
هنا يتحول اللوح المحفوظ من مقامه المقدس إلى أداة مقحمة فى سلوكيات شعبية خارج نطاق العقل.. القرآن الكريم لا يجوز أن يتحول إلى تميمة تعلق على الحوائط فمن علق تميمة فلا أتم الله له!
نفس الأمر فى الكتابة على السيارات .. تنتشر الآيات القرآنية بالمخالفة للقانون أولًا الذى يوجب عدم استخدام الشارات الدينية حتى يظل المجتمع فى مأمن كامل من التقسيم الدينى والطائفى والمذهبى.. قبل سنوات انتشرت ظاهرة المصحف والسمكة قبل أن تتداركها وزارة الداخلية بيد التطبيق الفعال للقانون وتمنع تلك الشارات.
كان بعض المسلمين يرسمون مصحفا وبعض الأقباط يرسمون سمكة ولاحظت الدولة تلك التقسيمة الطائفية التى ترفضها الأرض المصرية المجبولة على التعايش السمح وعدم الطائفية.
نحن الآن فى حاجة إلى تطبيق عنيف لكل من يرسم رسوما طائفية.
ولعل المواطن يعرف قيمة هذا التطبيق بعدما رأى بأم عينه كيف تئن دول مجاورة من المحاصصة الطائفية.