
محمد صلاح
روح الانتصارات
الانتصارات الكبرى دائما ما تأتى من رحم الانكسارات، فالفوز الكبير والمثير والمستحق لمنتخب مصر الأوليمبى على نظيره الغانى القوى والعنيد، الذى يضم نخبة من اللاعبين المحترفين فى الدوريات الأوروبية، والتقدم خطوة نحو حلم التأهل لأوليمبياد «طوكيو 2020»، جاء بعد إخفاقات متتالية للمنتخب الأول على مدار 10 سنوات، لعل آخرها الخروج المبكر من بطولة «كان 2019»، التى استضافتها مصر فى يونيو الماضى، تلك الاخفاقات وضعت أعباء شديدة على النجوم الصغار للعودة إلى الانتصارات من جديد.
أحفاد الفراعنة، يسيرون الآن على خطى الجيل الذهبى للكرة المصرية، الذى حقق إنجازات تاريخية لم يسبق لها مثيل بالقارة السمراء، بالفوز ببطولة إفريقيا ثلاث مرات متتالية « 2006-2008-2010»، بقيادة جهاز وطنى متميز ومتفاهم «المعلم» حسن شحاتة، و«الثعلب» شوقى غريب.
منتخبنا الأوليمبى، نجح فى استعادة كبرياء الكرة المصرية، والتربع من جديد على عرش القارة السمراء، بالروح القتالية العالية، والإرادة الحديدية، والعزيمة التى لا تلين، والإصرار على تحقيق المستحيل، والغيرة على علم مصر و«فانلة» المنتخب الوطنى، والتى أمامها تتهاوى التحديات وتتحقق الانتصارات التى تسعد الملايين من أبناء الشعب المصرى العاشقين للتراب الوطنى.
«الثعلب» استنسخ شخصية وروح رفيق دربه «المعلم» فى فترة قيادته الجيل الذهبى للكرة المصرية، ونجح هو وأبناؤه فى تحويل الهزيمة إلى فوز على «البلاك ستارز»، ليقترب كثيرا من حلم الفوز بالبطولة، والتأهل للأوليمبياد، حيث لم يتبق أمامه سوى الفوز بمباراتين فى الأدوار النهائية، بعد مباراة الكاميرون التى تعتبر تحصيل حاصل، بعد تصدر المنتخب الأوليمبى قائمة المجموعة وضمان التأهل للدور قبل النهائى.
أبناء شوقى غريب قادرون على تحقيق المستحيل، ويتحملون مسئولية كبيرة، بعدما نجحوا فى استعادة الثقة المفقودة مع عشاق الساحرة المستديرة، فرغم مرور الوقت سريعا إلا أن المصريين لم يفقدوا الأمل فى التعادل ثم الفوز فى الدقائق الأخيرة لما لمسوه من روح وطنية، وإصرار كبير من اللاعبين على إسعاد الجماهير التى زحفت خلف منتخبها لدعمه ومؤازرته حتى آخر دقيقة من المباراة.
مدرجات ستاد القاهرة، كانت على موعد مع البهجة والسعادة، فهتافات الجماهير، كان لها عامل السحر فى بث الحماس ورفع الروح المعنوية للاعبين ومنحهم الثقة لإنهاء « عقد غانا» فى مباراة عالمية، ثم الصعود إلى منصة التتويج، ليكون ختاما لتنظيم عالمى للبطولات الإفريقية جعلت من مصر حديث العالم شرقا وغربا.
اللاعبون كانوا أبطالا فوق العادة، تخلصوا من الضغوط النفسية والعصبية، ومحاولات التهويل من قدرات نجوم غانا، وحققوا فوزا كبيرا ومستحقا، أعاد الثقة والتفاؤل بالاعتماد على جيل ذهبى جديد للكرة المصرية قادر على حصد البطولات، وصناعة الأمجاد.
رغم الاختلاف حول شخصيته وأدائه، من عشاق الكرة المصرية، إلا أن رمضان صبحى، كان بمثابة «المايسترو»، داخل المستطيل الأخضر، وروحه القتالية العالية وعزيمته وإصرار على تحقيق الفوز، يذكرنى بدور محمد صلاح فى مباراة التأهل لكأس العالم.
«الكابيتانو» رمضان صبحى نجح فى تشكيل جبهة سحرية قوية مع أحمد أبو الفتوح، كانت بمثابة المارد، ونقطة انطلاق هجمات المنتخب الأوليمبى، التى جاءت منها أهداف مصر، كما بدا التفاهم والانسجام الكبير بين مصطفى محمد ورمضان وأبوالفتوح، وفى الجبهة اليمنى كان كريم العراقى وعبد الرحمن مجدى، إضافة إلى الموهبة عمار حمدى وأسامة جلال وأحمد ياسر ريان ومحمد صبحى ومحمد عبد السلام وأكرم توفيق وصلاح محسن وأحمد رمضان بيكهام.
«الثعلب» شوقى غريب، أمامه فرصة ذهبية لتسجيل إسمه فى سجل الخالدين، بمعالجة الأخطاء الدفاعية، وتعديل خطة اللعب، لإحراز بطولة الأمم الإفريقية والتأهل للأوليمبياد.