
رشدي أباظة
أزمة ضمير فى «إيتاى البارود»!
هالنى ثقافة التعامل مع المال العام فى حريق فى خط بترول إيتاى البارود فى محافظة البحيرة.. حيث اعتبر البعض المواد البترولية الناجمة عن الانفجار حلالاً ومن حقهم الحصول عليها.. واستحلالها!
استحلال المال العام دون مواربة أو حرج يكشف عن الثقافة الدينية التى تسيطر على فهم كثير من الناس.. وهى أن مال الدولة حلال!
هذا المال الذى يبدأ من سرقة التيار الكهربائى فى الشوارع إلى اللعب فى عدادات المياه مرورًا بالتنقيب عن الآثار وحتى السعار على بنزين خط انفجر فى إيتاى البارود!
السؤال هنا ماهو التوصيف القانونى لما حدث سوى أنه حادث سرقة ترتب عليه كارثة إنسانية؟
ماهو الدافع لهذا السلوك.. وما هى منظومة الردع القانونى؟
عموم الحالة يكشف عن حالة ثقافة شعبية لتقويض الدولة فعندما تتخذ إجراءاتها القانونية لتحقيق الردع تتهم بأنها تستهدف المواطن ويتم إخراج الدولة من شخصيتها الاعتبارية إلى شخصية طبيعية غير موجودة ويبنى على هذا الوهم حالة ندية بين المواطن والدولة التى يتم تصويرها أنها تستهدف تنغيص حياة المواطن!
وعندما تتراجع الدولة إجرائياً استجابة لهذه الضغوط يتم وصفها بالتراخى؟
السبب هو عملية عبث فى شخصية الدولة تؤدى إلى إفقادها أدواتها فى مواجهة مسئولياتها.. هذا العبث يبدأ من شيوع ثقافة رجال الدين حول مفهوم المال العام الذى أفتى كثير من الفقهاء بأنه لا يحصل على حرمانية مفهوم المال الخاص.. فنجد فتاوى تبيح الحصول على الآثار وحق بيعها واستغلالها بحسبانها كنز وجد فى باطن الأرض!
بين رجال الدين ورجال السلطة تضيع أموال الدولة بعد أن يقوم مواطن بالنهب وهو يصرخ حلال الله أكبر!