الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«طيبة -1».. مفتاح الحياة

«طيبة -1».. مفتاح الحياة






بعد 48 ساعة، سيكون المصريون على موعد مع الحلم والأمل.. الفرحة والبهجة.. الفخر والاعتزاز بوطنهم.. على موعد مع إنجاز تاريخى جديد، يضاف إلى قائمة الانجازات والمشروعات القومية الكبرى التى تخرس ألسنة أعداء الوطن فى الداخل والخارج، وتصيبهم بـ«السكتة الدماغية»، فمصر تنطلق الآن  بقوة وثقة إلى عالم الأقمار الصناعية، المخصصة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بإطلاق القمر الصناعى «طيبة-1» من قاعدة «جويانا» الفرنسية، بأمريكا اللاتينية، والذى سيتم تشغيله والتحكم فيه بخبرة مصرية خالصة.
«أن تأتى متأخرا خير من أن لا تأتى مطلقا».. حكمة لم تعد مقبولة لدى الدول العظيمة الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، والساعية للبحث عن مكان مرموق فى عالم الكبار، فرغم أن مصر كانت من أوائل الدول التى دخلت مجال علوم الفضاء عام 1905، إلا أنها ولظروف متعددة تأخرت 93 عاما لتصبح الدولة رقم 60 فى نادى الفضاء العالمى، بإطلاق القمر الصناعى «نايل سات» عام 1998، من نفس القاعدة التى سينطلق منها «طيبة -1»، وكان أول قمر صناعى، يتم تخصيصه للإعلام والاتصال الفضائى فى إفريقيا والشرق الأوسط، وقد ساهم « نايل سات» بأجياله المتعددة فى إدخال البهجة والمتعة بنقل القنوات الفضائية إلى ملايين الأسر حول العالم.
الآن.. مصر تجنى ثمار 6 سنوات من التخطيط والعمل الدؤوب، والإرادة السياسية القوية لدولة 30 يونيو، ليكون لها مكان مرموق مع الكبار فى عالم الفضاء الخارجى، بامتلاك مشروع وطنى متميز، يعتمد على نقل وتوطين وتطوير تكنولوجيا الفضاء، وإطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية المتخصصة، بعضها مخصص للبحث العلمى والاستشعار عن بعد، والبعض الآخر لدعم جهود التنمية الشامل التى تنفذها الدولة.
القمر الصناعى «طيبة-1» أحد أهم الأقمار الصناعية المدنية التى تساهم بشكل كبير فى النهوض بالتعليم، من خلال تنفيذ منظومة التعليم الجديدة، وحل مشكلة «التابلت» الذى يعتمد بشكل أساسى على الإنترنت فائق السرعة، وتوفير تكلفة خدمات البث الفضائى التى تتم عبر شبكات المحمول، والاستفادة من الموارد الطبيعية والاكتشافات البترولية والتعدين والآثار.
منذ عام 2014، كانت رؤية الدولة واضحة، بأن المشروعات القومية الكبرى يتم تنفيذها وفق خطط محددة ومتكاملة، وأن يتم افتتاحها فى توقيتات متزامنة لتحقيق الاستفادة القصوى منها، حيث تم الاتفاق مع الجانب الفرنسى على تصنيع  القمر الصناعى «طيبة- 1» عام 2014، فى توقيت متزامن مع التخطيط لبناء العاصمة الإدارية، و14 مدينة جديدة من بينها عدد من مدن الجيل الرابع، وربط الوزارات ببعضها إلكترونيا، وإنشاء قاعد بيانات عامة للدولة، وتطبيق الشمول المالى فى البنوك، والتحول الرقمى للحكومة ومنظومة التعليم الجديدة والتى تعتمد على البحث والفهم وليس الحفظ والتلقين.
دولة 30 يونيو لا تترك أى شيء للصدفة، حتى اختيار إسم القمر الصناعى «طيبة-1» لما له من دلالة لعظمة الدولة المصرية، حيث كانت «طيبة»، الأقصر حاليا، عاصمة مصر فى عصر الدولة الفرعونية، التى حكمت أجزاء كبيرة من العالم، كما تم اختيار «مفتاح الحياة» رمزا للقمر الصناعى، باعتباره رمزا للحياة الأبدية للقدماء المصريين.