الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
(4) أم حرام بنت ملحان الأنصارية

(4) أم حرام بنت ملحان الأنصارية






هى أم حرام بنت ملحان---- بن النجار الأنصارية النجارية المدنية. من آل النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم’أخت أم سليم وخالة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجة عبادة بن الصامت وأخواها سليم وحرام اللذان شهدا بدرا وأُحدًا واستشهدا يوم بئر معونة, وحرام هو القائل عندما طعن من خلفه برمح: فزت ورب الكعبة.كانت أم حرام رضى الله عنها من علية النساء, أسلمت وبايعت النبى الكريم وهاجرت وروت الأحاديث وحدث عنها أنس بن مالك وغيره. كما كانت أم حرام داعية للدين، تعلم النساء حولها، وتتلقط من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما تسمعه منه، لتعيه ذاكرتها، ثم تسرده على مسامع لداتها وأترابها، فتروى ذلك عن رسول الله. وحديثها فى جميع الدواوين. كانت مع أختها أم سليم ومثيلاتها من النساء، يرافقن الرجال إلى الغزوات والمعارك، لهن أعمال كثيرة محددة وأدوار مهمة تحصل فى الخطوط الخلفية من المعارك لإحراز النصر، إنها أعمال الجندى المجهول ’فقد أسهمت فى معارك أحد وحنين والخندق والفتح والطائف مع زوجها عبادة رضى الله عنه.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمها ويزورها فى بيتها
وكانت أم حرام رضى الله عنها تتمنى ان تكون مع الغزاة المجاهدين الذين يركبون البحر لنشر الدعوة الى عبادة الله وحده. قالت أم حرام: إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتى يركبون البحر قد أوجبوا. قالت أم حرام: يا رسول الله: أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم’فاستجاب الله لها وحقق أملها, حيث تزوجت من عبادة ابن الصامت وخرجت معه ’فلما جاز البحر ركبت دابة فص عتها فقتلتها واستشهدت هناك فى غزوة قبرص. وكانت تلك الغزوه غزوة قبرص فدفنت فيها وكان أمير ذلك الجيش معاوية بن أبى سفيان فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنهم جميعا.
فالثبات على المبدأ، والخروج للجهاد فى سبيل نشره، والموت دفاعا عنه، يعتبر من النوادر بالنسبة للرجال فكيف الأمر بامرأة كأم حرام؟ أمران هما العجيبان فى أمر أم حرام: أولهما أنها امرأة مصرة على الجهاد فى سبيل الله، شابة وكهلة. فقد طلبت من رسول الله فى شبابها أن يدعو لها بأن تكون من المجاهدين مع الرجال. وقد جاهدت فعلا فى كهولتها. وثانيهما أن تكون منيتها فى قبرص، فى وسط البحر الأبيض المتوسط، بعد أن جاهدت مع الرجال وهى فى سن الكهولة.
لكن ما يزيل عجبنا، أن أم حرام نبعت من أسرة أساسها الإيمان، وهدفها الجنة، ووسيلتها الجهاد فى سبيل الله. فأخوها حرام بن ملحان هو القائل يوم بئر معونة فزت ورب الكعبة وأختها أم سليم، كانت ندًا للرجال فى المعارك. وابن أختها أنس بن مالك، معروف فى ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومشاركته له فى كل الغزوات. وزوجها عبادة بن الصامت هو الصحابى الورع المناضل المجاهد.