الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» قارة  أعلامها مرفوعة!

«روزاليوسف» قارة أعلامها مرفوعة!






 والآن جاء وقت الاعتراف وتوجيه الشكر والتحية للأستاذة الكبيرة «سناء البيسى» فلها فى عنقنا دين كبير ينبغى علينا فى روزاليوسف أن نشكرها عليه قبل أن أمضى فى نشر باقى مقالها «روزاليوسف لماذا؟!»
بداية الحكاية كانت ذات صباح من شتاء سنة 2014 ــ صباح السبت ــ عندما اتصل بى تليفونيا المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف وبادرنى بالسؤال: هل قرأت مقال الأستاذة «سناء البيسى فى الأهرام اليوم؟! أجبته لا!! فقال: أرجوك تقرأه وتتصل بى!
أحضرت المقال وكان عنوانه «قف لصلاح حافظ» واحتل صفحة كاملة من صفحات الأهرام، كان المقال صورة وصفية رائعة بكلمات تفيض بالرقة والعذوبة واختتمت المقال بقولها الصادم لى: «مات صلاح حافظ مرتين الأولى بالسرطان والثانية بإهمال إعادة طبع كتبه وهو الموت القريب من الاغتيال».
سطور موجعة بالفعل وعاودت الاتصال بالمهندس عبدالصادق الشوربجى.. وبعد حديث طويل كان قراره لى بإعداد كتاب يضم تراث صلاح حافظ ومقالاته وفى خلال شهر أعددت المقالات ومنها كتابة الأشهر «قف» وصدر الكتاب بعنوان «صلاح حافظ مايسترو الصحافة: مقالات ومعارك لها تاريخ» فى 248 صفحة.
وأعود فأكرر للأستاذة «سناء البيسى» شكرى وامتنانى، فما أكثر ما كتبته عن «نجوم روزاليوسف» ومنهم السيدة «روزا» نفسها التى قالت عنها فى مقالها المنشور بمجلة «نصف الدنيا».
روزاليوسف لماذا؟!
لأننى أحترم الريادة وأخلع الحذاء كلما مررت بأرض روتها حبات عرق رجال ونساء سبقونا وأتساءل داخلى: كم كانت الحياة صعبة؟! كم دفع هؤلاء جميعًا حتى تأخذ الدنيا لونها وطعمها وشكلها؟!
كم دفعت السيدة «فاطمة محمد محيى الدين اليوسف» عام 1925 لتقدم فى مثل هذه الأيام (26 أكتوبر) العدد الأول من تلك الرائعة مجلة روزاليوسف، مجلة تهز عرش الفساد وتقلق راحة الطغاة وتؤلم أيدى اللصوص، وتجعل الدستور فى حدقة العين والوطن هو القلب.
امرأة جعلت من مطبوعة رأس مال الناس الطامحين لحياة أفضل، والمدافعين عن كرامة الأرض واستقلال الهوية أسست مجلة رأى لم يستطع الزمن أن يخطف صوتها أو يخنق هدفها أو يسرق طريقها!
روزاليوسف.. لماذا؟!
كلما مرت الأيام تذكرت كلمة شيخنا شاعر الصوفية الأكبر ابن عربى: «كل ما لا يؤنث لا يُعتمد عليه» وهاهى الأيام تثبت حكمته.. «روزاليوسف» تتحول إلى قارة تقام عليها بلدان عديدة!
بلد اسمه «محمد التابعى».. وهذا هو «العقاد» وهذا «مصطفى أمين».. وهذا «عبدالقادر المازنى» وهذا عبدالقادر حمزة وهذا محمود تيمور وهذا «أحمد رامى» وهذا «زكى طليمات».. وأوطان أخرى عديدة أخرى تأسست فى تلك القارة التى أسستها ــ ولم تكتشفها ــ السيدة «فاطمة محمد محيى الدين اليوسف» ومازالت أعلامها مرفوعة حتى أن تاء التأنيث صارت رمزاً للنجاح وليست دليل نقصان».
وللحكاية بقية!