السبت 13 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شقاوة «سعاد حسنى»

شقاوة «سعاد حسنى»






فيه مثل شعبى  مصرى بيقول «صدق نص اللى تشوفه بعينك وما تصدقش حاجة سمعتها» .. وفيه مثل آخر أطلقه الرئيس الأمريكى  إبراهام لينكولن يقول «قد تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت لكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت».
الظاهر ليس دائما هو الباطن، حتى لو الظاهر خدعنا لفترة طويلة، لا بد من يوم ينتهى فيه هذا الظاهر ويسطع نور الحقيقة.
أحيان كثيرة ،ما نراه فى الظاهر يكون من أجل «المنظرة».. لكن وقت الجد وبالتدقيق وبعض الصبر نكتشف أن  الباطن عكس الظاهر تماما!
عندما شرعت فى كتابة هذه السلسلة من المقالات كان هذا هو الهدف ،ألا نتسرع فى الحكم على أى شخص، ألا نأخذ بالظاهر، ألا نتعامل مع الناس من منطلق ساعته وبدلته «السنييه» وخفة دمه وحبنا له.. أن نبحث دائمًا عن الحقيقة.
كثيراً ما نظن فى أنفسنا القدرة على أن نحكم على الناس، وبالحكم غير الصائب قد نهدم شخصًا ممتازا، وقد نقتله فعليا، ولأوضح لحضراتكم ما أعنيه تعالوا أحكى لكم حكاية.
كلنا نعرف سعاد حسنى ،البنت الجميلة الشقية ،ولا أعتقد أن فينا من لم يحب سعاد ،ولا أعتقد أيضا أن فينا من لم يسمع أو يردد شائعات وأكاذيب عن سعاد، شائعات وأكاذيب قضت عليها حرفيا وليس مجازا، وقبل ما أحكى لكم كيف قضينا على سعاد حسنى، سأحكى لكن عن سعاد الإنسانة البسيطة الطيبة، سعاد النجمة الكبيرة التى لم تتحمل إبعاد  الوجه الجديد أحمد زكى، بعد ترشيحه فى فيلم الكرنك بأمر من المنتج الكبير رمسيس نجيب، واشترطت على المنتج ممدوح الليثى أن يدفع له باقى عقد الفيلم وهو 150 جنيها و150 جنيها أخرى كتعويض لاستبداله بنور الشريف بأمر من المنتج الذى قال «ده ماينفعش يبقى حبيب سعاد حسنى والفيلم هيفشل».
  هذه هى سعاد حسنى الحقيقية الرقيقة والتى سألتها مذيعة يوما عن الصفة التى تحب أن يطلقها عليها الناس فقالت « أنا أحب يقولوا عليا ست كُمّل كدة».
سعاد المتصوفة التى كانت تكتب رسائل إلى الله تفيض عذوبة ،وكثيرا ما كانت تخلو بنفسها وإلى نفسها وتتحدث إلى رب الكون ليساعدها فى اختيار شيء ما أو تصويب قرار أو حسم مسألة خاصة.
رسائل تكشف أن الفنانة التى رأيناها جميعا بنت شقية ،كانت لديها ميول صوفية واضحة، فى التقرب إلى الله، والبعد عن شهوات الحياة.
سعاد التى كتبت بخط يدها فى إحدى الرسائل: «يا رب ارضى عنى.. اعف عنى يا رب.. باركلى فى خطواتى.. سامحنى إن كنت أخطأت وإن كنت أذنبت وإن كنت أغفلت وإن كنت نسيت.. وإن كنت توهت وإن كنت غفوت، وإن كنت طمعت أو أحببت نفسى أكثر من غيرى أو محوت الآخرين من ذاكرتى أو أخذتنى لذة الحياة وجمال الدنيا وعزة النفس ونشوة الفؤاد.. سامحنى يا رب وكن معى دائمًا».
هذه هى سعاد حسنى الحقيقية التى ظلمناها وأعداء النجاح روجوا شائعات عليها حتى فى عز محنتها ومرضها، وقالوا إنها تتسول فى شوارع لندن، ومدمنة مخدرات، وشنوا حملة ضدها لوقف علاجها على نفقة الدولة، وادعوا أنها بصحة جيدة وتجرى عمليات تجميل بالخارج وأن ما تفعله عبء على ميزانية الدولة، ونجحوا فى ذلك حتى  أخبرتها الحكومة بتجاوز المبالغ التى صرفت عليها اللوائح، وأن علاجها موجود بمصر، ألم أقل لكم أننا قضينا عليها فعليا وليس مجازا ، قضينا عليها وحزنا حينما رحلت السندريللا عن عالمنا فى ظروف غامضة يوم الخميس 21 يونيو 2001، إثر سقوطها من شرفة منزل صديقتها «نادية يسرى» بمبنى «ستيوارث تاور» بلندن،  تاركة وراءها لغزا لا يعلمه أحد غيرها والله سبحانه وتعالى.. هل قتلت، أم انتحرت؟
ألم أقل لكم أنه ليس كل ما تراه هو الحقيقة دائما، فما بالك بما تسمعه وتردده كبغبغان!!
دائما هناك جزء من الصورة لا يظهر فلا تحكم على أحد وأنت لا ترى كل الصورة وتعرف كل التفاصيل... والأفضل ألا تحكم أصلا»خليك فى حالك».
رجاء، تصرفوا بإنسانية؛ كبشر، فإذا شعرتم أن الخداع والكذب يعطيكم قيمة، أو سببا للحياة أو مدعاة لوجودكم أو لشعوركم بالتفوق والنجاح، فرجاء لا تترددوا فى الذهاب إلى الطبيب الذى تحتاجونه فعلا فى هذه الحالات..» الطبيب النفسى».