
محمد عبد النور
حتمية مواجهة جماعة الإرهاب
كما قلت لا يصح الصمت علي الإصرار علي لي زراع شعب باكمله ، ولا يجوز التهاون مع الاستمرار في ترويع الآمنين وقطع الطرق وتسيير المسيرات المسلحة وسط الشوارع وبين الناس ليسقط الضحايا من قتلي و مصابين اثما وعدوانا.
وإذا كان البعض يراهن علي ان تلك الممارسات من جماعة الإخوان وحلفائها من تيار الإسلام السياسي هي مجرد رد فعل مشحون بالغضب سيتلاشي تدريجيا بمرور الوقت ، بعدها يعود العقل للجماعة و كوادرها وقواعدها فتبدأ حسابات المكسب وتعويض الخسارة.
فهو رهان لا يدرك حجم الازمة التي تمر بها جماعة الإخوان ليس فقط داخل مصر وإنما علي مستوي التنظيم العالمي للإخوان ولا يستوعب ما لحق بالمشروع السياسي الإسلامي الأممي، مشروع الخلافة الإسلامية، وهدم الحدود بين دول الاسلام، و طز في مصر، والسمع والطاعة لأمير الجماعة، تركي أفغاني، باكستاني، «خامورجي و بتاع نسوان» بنص حديث مرشدهم العام مهدي عاكف.
وفي هذا السياق لا تملك جماعة الاخوان - كوادر و قواعد - من أمرها سوي الرباط علي العنف وكسر استقرار الدولة، وإطالة امد ما تسميه بالاعتصامات ( رابعة و النهضة ) والتي تحولت إلي بؤر نشطة لخروج مسيرات يومية محددة المسارات لقطع الطريق وشل حركة الميادين الرئيسية في العاصمة والاعتداء المسلح علي مؤسسات الدولة، والاعتداء المسلح علي المصريين (الكفرة) في مواعيد محددة سلفا، وما أنتجه من ضحايا قتل وإصابة، علي النحو الذي حدث يوم الجمعة الماضي، وهددوا باستمراره حتي جمع أخري قادمة مع بعض من التصعيد.
فريق مؤمن هو جماعة الإخوان وحلفاؤها وفريق كافر هو المصريون جميعا الذين خرجوا ليلة ٣٠ يونيو، وعزلوا مرسي واستبعدوا الجماعة. ومن ثم وجب ترويعهم أولا وتهديدهم ثانيا وأخيرا قتالهم، حتي يعود المعزول إلي منصبه الرئاسي، وتعود الجماعة المنبوذة إلي أول الصف، تتحكم في مصائر البلاد والعباد.
سيناريو جاهز للتكرار يحتمل الاضافات الشيطانية مع كل جمعة جديدة تصاب فيها الدولة بالشلل الكامل فلا تستطيع تحقيق التواصل الحركي بين اطرافها، ولا تتمكن من فرض الامن في شوارعها ولا تضمن السلامة الشخصية لمواطنيها، ولا توفر فرص الحركة الطبيعية للحكومة الجديدة نحو الملفات الملحة.
سيناريو جماعة الإخوان يعتبر عنصر الوقت داعما له ومثبتا لأغراضه وأهدافه، فإما خلاف بين القوي السياسية مع نفسها بمرور الوقت كالعادة أو خلاف مع القوات المسلحة بشائعات وشعارات تطلقها الجماعة وإما ضغط دولي كبير ينتج عن نجاح جماعة الإخوان في خلق مشهد ضبابي للإرادة الشعبية وهو ما تؤسسه الآن من تصوير ممارساتها الارهابية علي انها معارضة شعبية ترفض ما حدث في ٣٠ يونيو و٣ يوليو، معارضة تلقي الحصار من أجهزة الدولة والعنف من البلطجية المأجورين من القوي السياسية.
كل دقيقة تمر في هذه الارياحية ودون مواجهة حقيقية تفرض إطارا حاكما لمبادئ الاحتجاج السلمي سواء في تظاهرات أو اعتصامات ، هي دقيقة تمد في عمر الفوضي المنظمة بما يخدم اهداف جماعة الإخوان في تمرير الفعل الاحتجاجي الواسع يوم ٣٠ يونيو وامتصاص ما ترتب عليه من إجراءات، وإعادة اغتصاب سلطة الحكم.
وكل دقيقة تمر في هذه الارياحية ودون مواجهة حقيقية ترفع من أرقام الضحايا قتلي ومصابين، فليس كل الشعب المصري تدرب ضمن ميليشيات الجماعة علي فنون الاشتباك اليدوي بالسلاح الأبيض، ولا بنبال البلي، ولا القنص بالخرطوش والسلاح الناري، فهم مشاريع شهداء وشهدائهم في الجنة وقتلانا في النار.
مرة أخري لابد من قرارات فورية بالمواجهة القوية، قد تصدرها مؤسسة الرئاسة والتي تملك حق التشريع أو تصدرها الحكومة كسلطة تنفيذية حفاظا علي أمن البلاد والعباد، فأشكال الاحتجاج السلمي متعارف عليها عالميا وما يحدث من جماعة الإرهاب تلك هي في القوانين الدولية اعمال شغب وبلطجة تقاوم بكل الوسائل. فلا تراهنوا علي الوقت و اجعلوا المواجهة حاسمة ناجزة الآن وقبل الغد.