
محمد عبد النور
أين الرئاسة.. وأين الحكومة؟
فيما هذا الصمت الرئاسي؟ وفيما هذا التجاهل الحكومي؟ هل تعجز الرئاسة عن اصدار قرار تحفظ به حياة المصريين المهددة من جماعة الاخوان الارهابية يوميا، ويحقن الدماء البريئة المستباحة بالخرطوش والطلق الناري وللرئاسة سلطة التشريع؟ هل يرتاح بال حكومة د.ببلاوي وهي تري شوارع العاصمة تتحول الي ساحات حرب تراق فيها الدماء البريئة؟ وهل تحتار في تحديد الجاني من المجني عليه؟ فمثلما الحلال بين والحرام بين، فالجاني معلن عن نفسه ومعترف بجنايته، والمجني عليه يسقط امامنا صوت وصورة وعلي الهواء مباشرة برصاصة تخترق قلبه؟!
ومثلما كل راع مسئول عن رعيته، فحياة كل مصري هي في رقبة الجميع (رئاسة وحكومة) كواجب حتمي ومسئولية اولي، وهي مفردات ومضمون اليمين الرئاسية واليمين الوزارية امام الله والشعب! وعندما يأتي يوم الفرز والحساب لا يجب ان ينجو احد من المساءلة والحساب، أو ليس القرار السلبي جريمة! أو ليس الامتناع عن اصدار قرار اداري يحقن الدماء ويؤمن الناس علي حياتهم وسلامتهم الشخصية جريمة لها سابقة في الاحكام القضائية! ألم تصدر محكمة الجنايات حكمها بالاشغال الشاقة المؤبدة علي من تم اتهامه بالقرار السلبي؟
هل تتحوطون من المواقف الدولية ؟ فلتذهب امريكا الي الجحيم إذا كان الثمن نقطة دم مصرية تهدر علي شبر من الارض المصرية، وليذهب معها كل موقف دولي أوروبي أو افريقي أو اسيوي الي زبالة اصغر حارة مصرية، ان اغمض عينه عن حقيقة ان ما يجري الان علي الارض المصرية إعلان حرب مسلحة من جماعة ارهابية علي عموم المصريين تستحل دماءهم وتسقط امنهم وتستبيح ممتلكاتهم.
هل تظنون - بغض النظر عن الثمن الباهظ المدفوع من دماء بسطاء المصريين - ان هذه فرصة لكشف جماعة الاخوان امام العالم كجماعة فاشية تستخدم العنف المسلح في سبيل اغتصاب سلطة الحكم ؟ فالعالم كله يعرف بالدراسة والتوثيق والتجربة طبيعة جماعة الاخوان ومنهجها ومشروعها وادواتها واساليبها، محليا واقليميا ودوليا ، فمن السذاجة السياسية اثبات ما هو ثابت والتدليل علي ما هو معلوم، في الوقت الذي تتصاعد فيه خطط الجماعة الارهابية المعلنة مرحلة بعد مرحلة، من ميدان الي ميدان ومن شارع الي شارع، ثم من بيت الي بيت.
يريدونها حرب شوارع بلا هوادة ولا رحمة ولا شفقة ولا حرمة لدم يسيل علي اسفلت ميدان التحرير، وفي شارع الجامعة ومراد وصلاح سالم وعند نفق العروبة وفي السويس ودمنهور والاسكندرية ، والغرض معلوم يا اهل القرار السياسي فإما ان تناموا مرتاحي البال وهذا الدم يهدر يوميا و في الايام القادمة في رقبتكم حتي يوم الدين وإما ان تحقنوا الدماء البريئة فلا تُساءلوا عنها يوم الحساب في الدنيا والاخرة. ليس هذا هو النفس الاخير لجماعة الاخوان الارهابية، إذا كنتم تظنون ، فلديها من الانفاس ما يمكنها من الاستمرار علي المدي الطويل، ولديها من التمويل الداخلي والخارجي ما يجعلها تصر علي استباحة الدم المصري بهذا الشكل الاجرامي الذي لم تعرفه مصر طوال تاريخها ، فاما أن تكون الجماعة أو لا تكون مصر ، وأما ان يحكم الاخوان أو هي نار تحرق الاخضر واليابس ، قتلا و تقتيلا ، ضلالا وتضليلا، ارهابا و ترهيبا. فالمشهد واضح لا لبس فيه يا اولي الباب السياسة والحكم في القصر الرئاسي وديوان الوزارة.
فأين انتم؟