الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سيناء الأزمة والحل «1»

سيناء الأزمة والحل «1»









 
ستة وأربعون عاما ودموع سيناء تتساقط على وجنتيها، تنتظر قطرات عرق شباب مصر لتعمير صحرائها المترامية الأطراف، واستخراج ثرواتها المخبوءة فى باطنها تحتضن شهداء الوطن وتلتحف بدمائهم العطرة.
تبكى منذ دنستها أقدام الصهاينة فى نكسة يونية ٦٧، لم تجف دموعها سوى لأشهر اشتمت فيها رحيق النصر، حين زأر الجيش المصرى فى العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر ٧٣ ، حاصدا رقاب الغزاة الصهاينة، ومن يومها وهى فى انتظار التعمير بعد سنوات من التحرير.
من المؤسف أن تحل الذكرى الأربعون، العاشر من رمضان يوم النصر، ودماء مصرية من الجيش والشرطة والمدنيين تراق على أرض سيناء، لكنها اليوم بيد الإرهاب الأعمى الذى يزعم الجهاد.. فإذا به يوجه مدفعيته باتجاه خير أجناد الأرض على بعد بضعة كيلو مترات من الصهاينة.
أزعم أنى من مدرسة الغوص فى عمق المشكلات، لإيجاد حلول جذرية، فبدون شك ستظل سيناء لعدة سنوات قادمة تمثل الأزمة والحل، فهى الأزمة متى ظلت خاوية بلا تنمية، وكرا للإرهاب فهى سدس مساحة مصر بما يعادل مساحة ٢٢ محافظة مأهولة بالسكان، وهى الحل والقاطرة التى يمكنها أن تجر الاقتصاد المصرى للأمام ، وتفرغ الكثافة السكانية بالدلتا.
سياسا: تعمير سيناء سيبقى المقياس والمعيار الحقيقى للحكم على مدى استقلال قرار أى نظام حاكم لمصر، أمريكا والكيان الصهيونى يمارسان ضغوطًا من أجل الإبقاء على سيناء أرضًا جرداء لتكون ساحة بديلة للمعارك، وبعدًا أمنيًا استراتيجيًا عبر المنطقتين منزوعتى السلاح، وورقة يتم التفاوض على جزء منها يهجر إليه سكان غزة مقابل أرض فى صحراء النقب وقسرا عبر إعادة اجتياح القطاع ، فى ظل الرفض المصرى الشعبى قبل أن يكون الرسمى للتفريط فى حبة رمل واحدة، وبالتالى قطع الطريق على الأوهام الصهيونية يكون باستقلال قرار نظام الحكم واتخاذ إجراءات فعلية لتعمير سيناء رغما عن أنف أمريكا وإسرائيل وعندها نقول إن نظام الحكم يملك إرادة مستقلة.
فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بدأت إجراءات التعمير شق ترعة السلام وضخ المياه بها، وبدأ مشروع سكك حديد تربط القاهرة برفح ، غير أن الترعة جفت مياهها، دون سابق إنذار، لتموت أشجار كانت فى طريقها لإنجاب الثمار، واقتلعت قطبان السكك الحديدية عند بئر العبد لتعطيل المشروع، ولم يقدم النظام مبررا لذلك، فهل كانت صفقات أو ضغوط خارجية أم خشية من مطامع فى مياه لن يمكن مقاومتها فى المستقبل ، كل الاحتمالات تصب فى عدم استقلال القرار.
 
نكمل غداً إن شاء الله.