الإثنين 29 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الله عليك يا سيسي

الله عليك يا سيسي






صحيح أن الخروج العظيم الثالث للمصريين يوم الجمعة ٢٦ يوليو يعكس حجم حسن الادراك بمدي خطورة المشهد الحالي علي أمن هذا الوطن وأمن مواطنيه وسلامة حدوده، وصحيح أيضا أن هذا الخروج الثالث العظيم للمصريين كانت له رسالة واحدة واضحة في أنه لن يقبل الالتفاف علي ارادته ولن يتواءم مع هدف جماعة الإخوان المجرمين الإرهابية في لي الزراع الشعبية بالترهيب والترويع والعنف المسلح، وصحيح أخيرا أن هذا الشعب العظيم قد فوض قواته المسلحة وأعطاها أمراً صريحا واضحا لا لبس فيه، باتخاذ ما تراه من وسائل ناجزة لحماية أمن المجتمع من سعي الجماعة الإرهابية المستمر إلي فرض حالة اقتتال داخلي علي نطاق واسع.
إلا أنه من المهم الانتباه الشديد إلي أن هذا الخطر لم ينته بحلول فجر الجمعة الماضي وعودة عشرات الملايين من المصريين الي منازلهم فرحين هانئين مطمئنين، وإنما لحظة المواجهة الحقيقية قد بدأت للتو مع حلول فجر الجمعة الماضي، وأن التفويض الشعبي الذي تم منحه للفريق أول عبدالفتاح السيسي لمواجهة هذا الشر الشيطاني يحتاج طوال الوقت إلي المساندة الشعبية بكل وسائلها وأشكالها، فعاليات القوي الثورية، خطاب الأحزاب والقوي والتيارات السياسية المختلفة، منظمات المجتمع المدني، المنظمات الحقوقية، وسائل وأجهزة الإعلام الرسمية والخاصة، إلي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا بالازاحة الكاملة لهذه الغمة التي اصابات مصر والمصريين.
فالهدف هنا.. قومي، والغاية .. هنا موحدة، والسلامة هنا لمجتمع كامل بكل ألوان طيفه، والتفويض الشعبي الممنوح للقوات المسلحة، يلزمها باتخاذ إجراءات علي الأرض سيكون لها ثمن بشكل أو بآخر وهي تواجه الميلشيات المسلحة لجماعة الإخوان الاجرامية الإرهابية التي علي مستوي عال من التدريب القتالي.
وفي هذا السياق من البديهي أن تتعرض تلك الإجراءات لحملات تشويه إعلامي من جانب الآلة الدعائية الضخمة لجماعة الاخوان الإرهابية التي تقتل مناصريها جهارا نهارا وتلصق التهمة بالآخرين، ولا تتورع عن الدفع بأعضائها تحت دعاوي الدخول الي الجنة وشعارات "مشروع شهيد" لارتكاب اعمال عنف واعتداءات مسلحة، كجناة حقيقيين بالصوت والصورة، لتقديم صورة كاذبة مشوهة إلي المجتمع الدولي عن سلمية تظاهراتهم التي تتعرض للعنف المفرط من الاجهزة المصرية بسبب انحيازهم للشرعية.
وهو الامر الذي حقق بعض النجاحات بفضل تحركات التنظيم العالمي للجماعة الاخوان الارهابية، والتمويل الضخم الذي يدفع يوميا في نفس السياق، والدفع الامريكي المشبوه من إدارة الرئيس أوباما في هذا الاتجاه، في ظل عجز الدولة التام عن وضع خطة اعلامية شاملة تكشف تفاصيل المشهد الحقيقية، وهي مسئولية أولي للهيئة العامة للاستعلامات أحد أجهزة الدولة وأدواتها بما لها من اتصالات وثيقة بأجهزة الاعلام الدولية وعلاقات متميزة بالمراسلين الأجانب في مصر والمراقبين والمتابعين في مختلف العواصم الدولية المهمة.
فنحن لا نحتاج للتحدث إلي أنفسنا، وانما نحتاج الي التواصل مع العالم المرتبك من خطاب جماعة الاخوان الارهابية الاعلامي، ومن المدهش أن منصب المستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية المؤقت يشغله صحفي وإعلامي يدرك جيدا معني الخطاب الاعلامي الخارجي وقدرته علي التأثير في المواقف الدولية، وقد احسنت القوات المسلحة حينما سمحت للمراسلين الاجانب بتصوير فعاليات يوم الجمعة ٢٦ يوليو من طائراتها.
ومن ثم فإن المواجهة القادمة، لا تحتمل حسابات ومصالح سياسية، ولا مواقف سفسطائية، ولا اجتهادات نخبوية، ولا اللعب بالألفاظ الحقوقية، ولا مساومات وصفقات، وانما مساندة قوية صارمة لمن حصلوا علي التفويض الشعبي، أن نصبح جميعا ظهرا صلبا للجيش والشرطة وإجراءاتهما الحتمية علي الارض، فمصيرنا جميعا، وطنا وشعبا، علي المحك، فلا تخذلوا الفريق اول السيسي الذي غني له الشعب "الله عليك يا سيسي"، ووضعه ضمن قائمة الأبطال في الموروث الشعبي.