
محمد عبد النور
بيان رئاسة الجمهورية
مؤسسة الرئاسة وبالطبع وزارة د.الببلاوى فيما تأكد، قد اعتمدت نصيحة مصرية خبيثة بامتياز فى مسألة فض بؤر رابعة والنهضة الإرهابية بغض النظر عن التفويض الرسمى الممنوح لوزارة الداخلية، وقبله التفويض الشعبى الممنوح للفريق اول السيسى، وهى النصيحة التى سعت بشكل او بآخر الى التطبيق الميدانى للموقف الأمريكى المعلن على خلفية ثورة المصريين فى ٣٠ يونيو وموجتها الثانية فى ٢٦ يوليو.
هذا الموقف الأمريكى المشبوه الذى تجاهل تماما الارادة الشعبية فى الخروج العظيم للمصريين بعشرات الملايين يريدون استرداد بلد وشعب اصبحا رهائن لمشروع جماعة إرهابية فاشية استغرقت حتى النخاع فى تطبيق نظريات الشرق الاوسط الكبير والتى تضمن التفوق النوعى والهيمنة الاسرائيلية على حساب المصالح العليا للشعب المصرى، ورئيس منزوع الوطنية تآمر على المصريين ارضا وحدودا ومياه نيل وامن داخلى وامن قومى، ولم يجد غضاضة فى استباحة الدم المصرى على يد مليشيات جماعته الإرهابية واهله وعشيرته، وحرض على إهداره تحريضا علنيا موثقا.
فليس سهلا على الولايات المتحدة ان تهضم انهيار مشروعها للشرق الاوسط الكبير وللفوضى الخلاقة وغزة الكبرى فى سيناء والمعلنة منذ ادارة الرئيس بوش الابن ووزيرة خارجيته كونداليزا قبل ثماني سنوات، وفى هذا السياق كانت اللقاءات والتحركات والاتصالات والاتفاقات والاعدادات تجرى فى القاهرة وواشنطن بقيادات جماعة الإخوان الإرهابية للسيطرة على الحكم فى مصر كبوابة نفاذ للاقليم كله، وجاءت اللحظة الذهبية فى ٢٥ يناير لتتمكن جماعة الإخوان الإرهابية من الفوز بالجائزة الكبرى فى حكم مصر البلاد والعباد.
انهار المشروع الأمريكى الملعون مع خروج المصريين العظيم وثورتهم فى ٣٠ يونيو وعزلهم للرئيس المتآمر والجماعة الإرهابية فى ٣ و٢٦ يوليو، وفى هذا السياق نستطيع ان نفسر هذه الحركة الأمريكية المحمومة سواء من اوباما او مبعوثيه ومن سناتر الكونجرس للحفاظ على بقاء جماعة الإخوان الإرهابية، رأس حربة المشروع الأمريكى، بقاء حيويا فى المشهد السياسى المصرى، وضمان استمرارها، وضمان السلامة شخصية لمرشدها وشاطرها ومرسيها، وكوادرها الاكثر اخلاصا وتفانيا للمشروع الأمريكى الملعون.
وفى هذا السياق ايضا، ليس حقن الدم المصرى هو الهم الاكبر للولايات المتحدة الامريكية، فمن بؤرة رابعة والنهضة الإرهابية تخرج يوميا مسيرات تعتدى على المصريين مكفرة اياهم مستبيحة لدمهم، معتدية عليهم بالخرطوش والنارى، ولا تتحرك شعرة أمريكية حتى ولو بالكلمة، وليس تحقيق الديمقراطية فى مصر هى هم أمريكى عظيم، فخريطة الطريق التى اعلنها الشعب المصرى يوم ٣ يوليو تحمل كل خطوات الانتقال لديمقراطية حقيقية، دستور، انتخابات برلمانية ورئاسية تحت اشراف ومراقبة دولية، مفصلة تراتبيا ومحددة زمنيا، واضحة لمعدومى البصر والبصيرة كالسناتور الجمهورى الاهبل « ماكين « خدام اسرائيل.
النصيحة الخبيثة بتأجيل قرار الدولة بفض بؤر الإرهاب فى رابعة والنهضة، تحت دعاوى حفظ الدماء المصرية والمصالحة وعدم الاقصاء وعفا الله عما سلف، والسماح بتلك الزيارات المشبوهة للمعزول ولسجن الشاطر والكتاتنى، انتج هذا الاختراق المشين للسيادة المصرية واستقلالية قرارها، واصاب الارادة الشعبية بالاحباط وخيبة الامل فيمن حصلوا على التفويض الشعبى بالقضاء على إرهاب جماعة الإخوان الفاشية والتى لا تمثل سوى ٥-٨ ٪ من الشعب المصرى طبقا للتقديرات الموثقة محليا ودوليا، وقطع شوطا فى طريق كسر التلاقى المصرى الشعبى مع الرسمى الذى تجلى فى ٢٦ يوليو.
ومن ثم فإن المدهش فى بيان رئاسة الجمهورية الذى اعلن فشل جهود التسوية وحمل جماعة الإخوان المسئولية واعاد وصف رابعة والنهضة بغير السلمية، لم يعط الحكومة تكليفا رئاسيا بالتحرك السريع فى مدة زمنية محددة لفض هذه البؤر الإرهابية باى ثمن حفاظا على امن وسلامة البلاد والعباد، فيما يبدو ان هناك أذانا لا تزال تستجيب للنصائح الخبيثة.