الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أعمدة بناء المستقبل

أعمدة بناء المستقبل






مصر تحتاج الآن إلى تضافر كل الجهود وعصف ذهنى جاد وسواعد قوية لبناء المستقبل الذى تستحقه أم الدنيا، تتطلب من ينظر إلى الغد، فى ظل الجدل الدائم حول الماضى وإن كان قريبًا، مصر صححت مسار ثورتها فى ٣٠ يونيه، وقالت الأغلبية كلمتها نرفض الايديولوجيا الإخوانية والسلطة الاحتكارية، ونتمسك بالمشاركة بدولتنا المدنية الوسطية.
وبناء المستقبل المضىء يتطلب أساسًا قويًا تنطلق منه أعمدة صلبة، الاساس دستور مدنى يرسخ للعدالة والمساواة والوسطية وحرية التعبير، ويحدد الحقوق والواجبات، ويرسى مبدأ المواطنة ويحظى بشبه توافق مجتمعي، تنبثق منه تشريعات قانونية تنقله من نص إلى واقع.
العمود الاول فى بناء المستقبل، ثوابت بناء العقل المصرى، بمنظومة تعليمية ترسخ للبحث والابتكار وتقضى على ثقافة الحفظ والاستذكار، وتراعى فى مناهجها المنتج التعليمى النهائى المستهدف ودرجة كفاءته، وربط التخصصات بدراسات جدوى تراعى متطلبات سوق العمل، لا نريد أن تخرج كل هذه الملايين الحاصلة على مؤهلات عليا، بهذه الكفاءة المتدنية ، ثم عشرات الآلاف من الحاصلين على الدراسات العليا والدكتوراة بأبحاث حبيسة الأدراج لا يقدم اغلبها الجديد فى مجال التطبيق، نحتاج إلى القضاء على الغش وتطوير المناهج، وصناعة عقلية نقدية، وتطوير التعليم الصناعى والفنى والزراعي.
العمود الثانى لبناء المستقبل صناعة ثقافة عامة تنطلق من الثوابت الوطنية ، والإدراك لحقيقة الأديان ومساحتها، وتتولى ذلك وزارة الثقافة والمؤسسات الدينية العريقة الأزهر إسلاميا والكنيسة. مسيحيا، لمحاصرة البؤر المجتمعية التى تستقطب مواطنين للسير فى طريق الفكر المتطرف والمتشدد باسم الدين إسلاميا كان أو مسيحيا، وفى ذات الطريق يجب أن يكون دور الاعلام، خلق إنسان مثقف يعنى تدريب العقل على أن يكون ناقدًا، يعمل عقله فى كل ما يتلقاه ، عقل عصى على الخضوع لمبدأ الأمر والطاعة، يدرك قيمة الإنسان، وقيمة العلم، وحدود دولة القانون، يعلم حقوقه ولا يتنازل عنها والطرق القانونية للمطالبة بها، وواجباته التى عليه ان يؤديها تجاه وطنه وعمله، ومرورا بحقوق الآخر حتى احترام إشارة المرور .
العمود الثالث، المتوازى مع ما سبق، بناء الجسد، والحفاظ عليه، بمنظومة صحية، تنطلق من مبدأ الوقاية قبل العلاج، بغرس ثقافة ممارسة الرياضة، وخلق بنية أساسية فى كل مدرسة وكل حى تسمح بممارستها بأقل تكلفه، والإنفاق على تلك البنية إنفاقًا غير مباشر على المنظومة الصحية بما يحد من احتمالات الإصابة بالأمراض وما كان سينفق على العلاج، إلى جانب مكافحة الأمراض المتفشية بالجسد المصري، فيرس «سى» والفشل الكلوى والكبد، السكري، الى جانب تطوير الرعاية الصحية ككل بالريف والأقاليم.
العمود الرابع الحق فى السكن بسياسة تقضى على العشوائيات تبدأ بوقف نموها ثم استئصال القائم منها، وقف النمو بقانون للإنشاءات العمرانية لا تهاون فيه، يضمن التزام الجديد بالتخطيط الحضاري، والاستئصال يتم بحملة قومية يخصص لها جزء من الميزانية العامة، وحملة يشارك بها رجال الأعمال لبناء قرى واحياء ينقل إليها سكان العشوائيات لتعيد مصر الدولة تخطيط العشوائيات وإعمارها بعد إزالتها، على أن يتم ذلك فى إطار من الشفافية والرقابة الشعبية .
العمود الخامس التنمية الاقتصادية، والقضاء على البطالة، والتنمية الزراعية، وتنطلق من تغيير ثقافة الاستهلاك الى الإنتاج، وتحقيق ذلك يبدأ بتشجيع الاستثمار، وخاصة المشاريع الصغيرة بإنشاء مجلس قومى للمستثمر الصغير، تابع لرئاسة الجمهورية، مهمته وضع دراسات الجدوى للمشروعات التى يتطلبها المجتمع، وتدريب الشباب على ما يختاره من مشروعات، وتمويلها بقروض، سهلة السداد، وإنشاء شركات مساهمة تتولى التسويق ثم دمج المشروعات الصغيرة ذات النشاط الموحد فى شركات مساهمة كبيرة قادرة فيما بعد على منافسة كبار رجال الأعمال.