
محمد عبد النور
اللواء الشهيد وإعدام الإخوان
هذا الفيض الهائل من المشاعر الإنسانية الشعبية الذى رافق اللواء الشهيد نبيل فراج حتى مثواه الأخير سواء من المشاركين فى جنازته وهنا اقصد المواطنين من أولاد البلد الذين حملوا جميل اللواء الشهيد فى اعناقهم الذى دفع روحه ثمنا رخيصا لأمنهم وسلامتهم لا يبغى أجرا إلا عند الله سبحانه وتعالى، فذهبوا إلى جنازته معلنين أن الخسارة الفادحة لم تكن خسارة أهله وابنائه وإنما خسارة فادحة لشعب بأكمله ووطن بكل تفاصيله.
أو هؤلاء الذين تابعوا مراسم جنازة اللواء الشهيد نبيل فراج المهيبة على الهواء مباشرة من عائلتى أو العائلات الذين كنت على اتصال بهم طوال مراسم الجنازة حيث توافق الجميع على مشاعر الحزن النبيل على خسارة رجل نبيل لم يشغله مصير عائلته ولا مستقبل أولاده إنما فقط واجبه نحو أهله فى شعب مصر المهددين فى سلامتهم الشخصية وفى ممتلكاتهم وفى أبواب رزقهم وفى مصير وطنهم.
فلم نكن نعلم أن القيادات «الرتب» الكبيرة التى تخطط وتقود عمليات مداهمة مثل هذا النوع فى منطقة مفخخة «بؤرة كرداسة وما حولها» بجميع أنواع الأسلحة من القنابل اليدوية وحتى الآر بى جى، تتقدم الصفوف الأولى أو تكون الرجل الأول من القوات القتالية، ودعك من كلام تعظيم الروح المعنوية للضباط والجنود لأنه ليس سوى تبسيط لا يتناسب مع حجم تضحية اللواء النبيل .
وفى تقديرى أن اللواء الشهيد وهو يتقدم كرجل أول فى صفوف القوات، لم يكن معتبرا أن رتبته الكبيرة فى هذا المكان وهذا التوقيت تستحق الحماية، وإنما هو مثله مثل الضباط والجنود على موعد مع مواجهة عنيفة غير متكافئة، القوات مكشوفة والإرهابيون مستترون، مداخل المنطقة معلنة ومحدودة، ومكامن الإرهابيين مجهولة، منتشرة، عريضة، ومن ثم فقد تقبل أن يكون تحت دائرة الخطر مثله مثل الظابط والجندى، وقد علمنا أن كل القيادات « الرتب» الكبيرة فى محاور الاقتحام كانت تتقدم القوات فى الصف الأول.
هذا الفيض الهائل من المشاعر الإنسانية الشعبية لهذا الشعب النبيل الذى رافق اللواء الشهيد حتى مثواه الأخير وصل إلى نقطة الذروة من الغضب وطلب الثأر إلى حد الهتاف بـ«الشعب يريد إعدام الإخوان».. كل الإخوان، وهو ما ينقل التعاطى الشعبى مع جماعة الإخوان من منطقة الكراهية الشعبية إلى مستوى المطالبة بالإزالة والمحو من على الأرض المصرية ومن بين المصريين كجماعة إرهابية جاوزت كل الحدود.
لم يكن اللواء الشهيد نبيل فراج الأول فى قائمة الشهداء من ضباط وجنود الشرطة ولن يكون الأخير طالما ظلت هذه الجماعة الشيطانية بقيادتها «حبيسة وطليقة» وكوادرها وقواعدها تعيث فى الأرض فسادا، تقتل المصريين وترهبهم وترعبهم وتتآمر على أمنهم وحدودهم ومقدراتهم، فهل أتاكم هتاف الجنازة، الشعب يريد إعدام الإخوان !