النهاية التاريخية

هذا الحكم القضائى بحظر جماعة الإخوان ومصادرة جميع ممتلكاتها المنقولة والسائلة، هو بكل المقاييس حكم تاريخى، لا لأنه فقط صدر فى هذا التوقيت فارق من عمر الوطن حيث حق وقت الفرز لواقع الحياة سياسية فى مصر بعد خروج عظيم للمصريين فى ٣٠ يونيو يغيرون وجه الدولة وقواعد اللعبة سياسية، وإنما لأنه -الحكم- وضع نهاية موثقة لهذا التنظيم الشيطانى الذى نبت فى أرض مصر نبتا خبيثا على مدى أكثر من خمسة وثمانين عاما.
الجماعة الشيطانية التى استطاعت بقدرة قادر وفى غفلة من الزمن الوصول إلى رأس السلطة فى مصر فمارس السطو والتمكين والبطش بابناء هذا الشعب الطيب والمقامرة بمقدراتهم والتآمر على أمنهم وحدودهم، لا غفر الله لمن مهدوا لهم الطريق منذ ٢٥ يناير ٢٠١١، ولا رحم الله من تواطؤا معهم لتمكينهم من رأس السلطة، ولا أمهل الله من تحالفوا معهم وهادنوهم وعقدوا معهم الصفقات ممن التحفوا بشعارات الثورية وتدثروا بمفردات الديمقراطية، هؤلاء جميعا أرادوا الرقص على جثة الوطن ولكنه فى النهاية لطف الله والحس الفطرى لهذا الشعب العظيم.
هذا الحكم القضائى التاريخى الذى حددت حيثياته الصفات الأساسية للجماعة الإرهابية الظلامية بأنها اتخذت من الإسلام ستارا.. والعنف منهجا.. وقهرت المواطنين، سيظل حكما جاء على خلفية الحكم الشعبى على الجماعة الشيطانية بكل قياداتها وكوادرها وقواعدها بأنها جماعة استحلت الأرض والعرض، وأضلت وضللت البسطاء حين غازلت مشاعرهم الدينية وعادت لتنقلب عليهم فتهددهم وتروعهم وتقطع طرقهم وتعطل ارزاقهم، ومن ثم استحقت الجماعة الشيطانية العقاب الشعبى بالعزل والتفريق وصب الغضب الشعبى بكل اشكاله على تجمعاتهم ومسيراتهم وشخوصهم وأشكالهم، وهذا ليس خطاب كراهية وإنما خطاب الحقيقة، التى تحدث عنها مؤسس الجماعة ومرشدها الأول حين أقر بأنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين، وأخيرا ليسوا مصريين بحكم قضائى.