الخميس 2 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم عظيم لشعب عظيم

يوم عظيم لشعب عظيم






اليوم يوم ٦ أكتوبر هو يوم عظيم فى تاريخ الشعب المصرى، لا لأنه فقط استطاع أن يثبت أنه شعب لا يصلح لقبول الهزيمة و الانكسار و لكن لأنه شعب صاحب قرار إذا أراد يفعل و إذا تمكن من نفسه يحطم كل القواعد و النظريات التى تتعارف عليها الإنسانية فيجبرها على مراجعة قواعدها و نظرياتها من جديد .فهذا الشعب الذى استيقظ ذات يوم كئيب على هزيمة ثقيلة فى يونيو ١٩٦٧ لم يذكر التاريخ أن شعباً من شعوب الأرض قد تعرض لها بهذه القسوة و هذا العنف و هذا الكسر للكبرياء المصرى صاحب أول دولة أول جيش محترف فى التاريخ و منذ عصر الفراعنة . أول شعب فى تاريخ الإنسانية يلقى هزيمة عسكرية لم يختبر جيشه فى معاركها، جيش لم يحصل على فرصته فى القتال كما تقاتل كل الجيوش الإحترافية، جيش هزمته قياداته السياسية و العسكرية قبل أن يطلق رصاصة واحدة، جيش هزمته غطرسة قرار سياسى لم يستند إلى أى حقيقة على الأرض، مغيب عن حقائق الموقف الصحيح للجيش تسليحاً و تدريباً و قدرات عملية، لم يلتفت إلى أن الكلام شئ و القدرة على الفعل شئ آخر، و أنت تستعد لحرب تخاطر بها بمستقبل شعب بأكمله وحدود تاريخية لوطن ثابت من الزمن الأول للإنسانية «الذى لا يكفيه الشرب من البحر الأبيض، يشرب من البحر الأحمر» هكذا هدد الرئيس وقتها.

جهل و استهتار و رعونة قائد عسكرى دفع بالكبرياء الوطنى لشعب هو خير أجناد الأرض إلى مجهول و انكسار مادى و معنوى، «برقبتى يا ريس» هكذا أكد المشير وقتها، و عندما جاءت لحظة الهزيمة و بعد أن تسبب فى تدمير جيشه الذى هو خير أجناد الأرض، سلاحاً و عتاداً وأرواحاً راحت هدراً دون أن تحظى بفرصة واحدة، لم يضع «رقبته» للحساب ثمناً لهذه الدماء التى أريقت و هذا العار الذى لحق برتبته العسكرية، و روج لألف سبب للهزيمة إلا أن يكون هو مسؤلاً عن تدمير جيشه و هزيمة شعبه. شعب يضرب وجدانه الوطنى فى أعماق التاريخ كأول شهب متحضر على وجه الأرض، تم تغيبه بوزارة إرشاد و دعايات عنترية و عبارات رئاسية حماسية، فصدق أنه يمكن محو إسرائيل فى ساعتين و إنه يكفى «الشوم و العصيان»  لإلقاء إسرائيل فى البحر، هكذا كانوا يغذون حماسة و لا يعلمون أى منقلب ينقلبون، شعب استفاق على خديعة سياسية و هزيمة عسكرية لم يظلم فيها جيش على وجه الأرض، فى تاريخه و سجله العسكرى و سمعته مثلما تعرض له الجيش المصرى من ظلم . و فى يوم ٦ أكتوبر يثبت الشعب العظيم أنه استرد كبرياءه و وجدانه الوطنى، وأنه لا يمكن أن يخدع مرتين فكأن الظهير الواقى لجيشه العظيم الذى حقق على الأرض أنه خير أجناد الأرض، إرادة وعزيمة و علماً وجهوزية و ثباتا و إصراراً و فداء و تضحية، و علم العالم كيف يكون التغيير فى النظريات العسكرية الثابتة بعد أن ابتكر و إبتدع فى المهام والمعدات واستخدام السلاح، و علم العالم كيف تكون الإرادة وكيف يتحقق النصر فى ساعات قليلة من يوم عظيم لشعب عظيم.