الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
٣ يوليو 2013

٣ يوليو 2013






ولا أجد خلافا بين يوم ٣ يوليو الماضى  حين انتهت مهلة القوات المسلحة واتخذ الفريق أول السيسى قرارا بتنفيذ الإرادة الشعبية فى عزل الرئيس فاقد الشرعية وإعلان خارطة المستقبل، كان القرار فى شكله ومضمونه قرارا مصيريا مرتبطا بواقع هذا الوطن المختطف قسرا من جماعة إرهابية يساندها محور إقليمى (تركيا - قطر - إيران - حماس) وتدعمها بكل الوسائل خطة دولية (أمريكا - منظمة الاتحاد الأوروبى - ألمانيا).
وحاضره المحتل بميليشيات وأجنحة سرية عسكرية تهدد وتروع وتقتل دون وازع من ضمير أو دين ( رءوساً قد اينعت وحان قطافها)، تحاصر مؤسسات الدولة ترهيبا وتكفيرا (القضاء - الإعلام)، وسيطرة وتمكينا من مفاصل الدولة وأدواتها وتفاصيلها بدعوى الشرعية، شرعية الاغتصاب والتزوير والقهر المادى والنفسى، شرعية فاشية توعد بها المعزول وهدد وأرهب بأن دونها الدماء، دماء المصريين.
ومستقبله الذى أصبح عند نقطة الخطر الداهم بعد أن تم عرضه فى سوق نخاسة يبيع حدوده وأمنه وأسرار جيشه للحلفاء وقواعد اقتصاده بكل أدواتها، فإما للوطن الأصيل مصر أن يكون وإما أن تتحول البلاد العظيمة إلى واحدة من الأمصار التى لا تعرف هوية ولا تنعم بإرادة مستقلة، وقد اتخذ الفريق السيسى فى هذا اليوم المجيد القرار باسترداد الوطن من المحتل الغاشم.
لا أجد خلافا بين يوم ٣ يوليو وبين يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣ حين انتهت مهلة القوات المسلحة لتحرير الأرض المحتلة، وفعّل الرئيس السادات قراره بتنفيذ الإرادة الشعبية فى العبور العسكرى لقناة السويس على الرغم من كل المخاطر المهلكة وتحقيق نصر عسكرى مبهر تُسترد فيه أرض سيناء المحتلة، وقد كان قرار الرئيس السادات مصيريا فى شكله ومضمونه مرتبطا بواقع هذا الوطن الذى تعرض لانكسار نفسى بعد هزيمة عسكرية كارثية من دولة إرهابية عدوانية مدعومة من قوى إقليمية (إيران - تركيا) ومستندة الضهر إلى قوى دولية بكل امكاناتها وادواتها المدنية والعسكرية (أمريكا - بريطانيا).
وحاضره المحتقن مع جزء من أرضه محتل يجرى تهويده على قدم وساق وتثبيت احتلاله وهضمه، فقط يحتاج إلى مزيد من الوقت، سنوات أكثر من الاحتلال، بدعم من تواطؤ دولى لم يعرف التاريخ الإنسانى له مثيلا، حاضر محتقن بكل ما يعتريه من توتر اجتماعى واختناق اقتصادى وشعور عام باليأس.
ومستقبله الذى على وشك السقوط من حافة الهاوية مع مرور ست سنوات على الهزيمة الكارثية، موارد الوطن معطلة (قناة السويس - السياحة - الصناعة - التجارة) يخوض حربا استنزافية، عمقه يتم ضربه بطائرات الفانتوم، فإما للوطن الأصيل مصر أن يكون، وإما أن تبقى مصر دولة مهزومة، لا ترفع رأسا ولا تحقق طموحا، ولا تجد مكانا فى محيطها ولا إقليمها ولا امتدادhتها ولا على الخريطة الدولية، وقد اتخذ الرئيس السادات القرار فى هذا اليوم المجيد باسترداد الوطن من المحتل الغاشم.